حورات خاصة

سببين وراء فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني التائه وعالم فضاء يكشف معلومات هامّة والمكان المتوقع لسقوطه

بدأت القصة حين انطلق الصاروخ الصيني “لونغ مارش B5” أو ما بات يعرف بـ”الصاروخ الصيني التائه”، يوم الخميس الفائت حاملاً المكون الأول لمحطة الفضاء الصينية CSS التي تبنيها بكين لتصبح الثانية بعد محطة الفضاء الدولية.

إلا أن خطأ ما وقع سبب بفقدان السيطرة على الصاروخ الصيني، ليصبح حديث العالم اليوم “أين سيقع الصاروخ الصيني على الأرض”، ويتساءل الناس ما الضرر الذي يمكن أن يسببه الصاروخ الصيني التائه في الفضاء.

وحول معرفة تفاصيل أوفى عن مسار الصاروخ الصيني التائه والموقع المتوقع لسقوطه على الأرض وتاريخ لسقوط، التقت “وكالة ستيب الإخبارية”، البروفيسور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة.

شاهد أيضاً: بالفيديو|| راقب مسار الصاروخ الصيني بشكل مباشر.

أسباب فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني التائه

يشرح البروفيسور النهري أسباب فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني، رغم أنه أكمل مهمته بنجاح وأوصل الوحدة الرئيسية لبناء محطة الفضاء الصينية إلى مكانها في الفضاء.

ويقول: ” فقدان الصين السيطرة على الصاروخ الصيني لسببين، الأول هو أن محطة التحكم الأرضية يكون حدث فيها خلل خلال الاتصال في الصاروخ، السبب الثاني أن يكون حدث خلل في أجهزة الكمبيوتر الموجودة على الصاروخ نتيجة الارتجاج الشديد خلال إطلاقه”.

ويضيف: ” إطلاق الصاروخ الصيني الحالي هي المهمة الأولى للصين من أصل 11 مهمة أخرى تتجه لعملها من أجل استكمال إنشاء محطة الفضاء الخاصة بها عام 2023″.

موضحاً أن الصواريخ تدور حول الأرض لأغراض علمية وعسكرية معاً، لكن ليس الصاروخ من يعمل ذلك بالقمر الصناعي الذي ينطلق من الصاروخ بعد الوصول إلى مداره.

ماذا تعرف عن الصاروخ الصيني التائه الذي يهدد الأرض؟
ماذا تعرف عن الصاروخ الصيني التائه الذي يهدد الأرض؟

أين سيقع الصاروخ الصيني التائه؟

لا يزال العالم ينتظر دخول الصاروخ للمجال الجوي للكرة الأرضية لرصده ومعرفة مكان سقوطه، ووفق المراصد التي تتابع حركة الصاروخ فإن سقوط سيكون بين يومي 8 و 9 مايو الحالي.

يقول البروفيسور النهري: “هناك عدة سيناريوهات لمكان سقوط الصاروخ الصيني التائه، وعلماء أمريكا يتحدثون عن إمكانية وقوعه قرب نيويورك أو نيوزيلندا، إلا أنّ ذلك حتى الآن غير دقيق، والسبب هو أن الصارخ يسير بسرعة كبيرة تصل إلى 7 كيلومتر في الثانية، وكان يتواجد في مدار قريب من الأرض حوالي 230 كيلومتر”.

ويشرح حول إمكانية التعامل مع الصاروخ في حال وصل إلى مكان مأهول، مشيراً إلى أن البنتاغون ودول أوروبية رفعت حالة الاستعداد إلى الدرجة القصوى للتعامل مع أي خطر قد يسببه الصاروخ الصيني التائه في حال اقترب من المدن السكنية، ويتوقع لو اقترب الصاروخ ليسقط بمكان قد يسبب فيه ضرر أن تتدخل القوات العسكرية وتضربه في السماء قبل وصوله.

يضيف: ” وفي حالة ضرب الصاروخ سينصهر الجزء الخارجي ويبقى الجزء المقاوم للانصهار المكون من التيتانيوم والفولاذ وهما مصدر الخطر الحالي، وسيعرف مكان سقوطها عند دخول الصارخ الصيني إلى المدار في الغلاف الجوي للكرة الأرضية”.

ويؤكد أن فترة التعامل مع الصاروخ ستكون قصيرة جداً، وبالتالي لو سقط بمنطقة مأهولة سيسبب أضرار نتيجة وزنه الكبير 21 طن، بينما لو سقط في البحر كما يتوقع البروفيسور النهري أن يسقط بالمحيط الهادي فعندها لن يكون له أي أضرار.

 

ما العوامل المؤثرة على سير الصاروخ؟

فقدت بكين السيطرة على الصاروخ وهو حالياً يدور حول الأرض كل 90 دقيقة بسرعة بلغت حوالي 27 ألفاً و600 كلم، وعلى ارتفاع يزيد عن 300 كلم، بحسب تقارير متخصصة في الفضاء تراقب الصاروخ منذ الإثنين 3 مايو.

يوضّح نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، البروفيسور علاء النهري، بأن العوامل التي تؤثر على تحديد مكان سقوط الصاروخ هي سرعة الريح وسرعة الصاروخ نفسه وعوامل عدة، إلا أنه عند دخوله للغلاف الجوي للأرض سيحترق الجزء الخارجي وتبقى الأجزاء المقاومة للاحتراق والانصهار، وغالباً سيسقط الصاروخ الصيني يوم 8 أو 9 من هذا الشهر.

ويقول: “سبق وحصل حوادث متعددة مثل الصاروخ الصيني التائه، فالصين نفسها كان لديها مختبر فضائي وسقط سابقاً، وسبق وسقط صاروخ آخر بوزن 10 طن بمنطقة غير مأهولة وعمل فجوة وصلت إلى 12 سنتيمتر في الأرض”.

كما يذكر أن ذات الصاروخ سبق وفشل مهمة إطلاقه حينما أُطلق صاروخ “لونغ مارش B5″، وانتهى به الأمر بسقوط قضبان كبيرة من المعادن بعدما تطايرت في السماء، وتسببت بإلحاق الأضرار بالعديد من المباني في ساحل العاج.

أول صورة للصاروخ في مدار الأرض
أول صورة للصاروخ في مدار الأرض

الخطر المهدد للأرض

يؤكد البروفيسور النهري أن التكنولوجيا الفضائية ليست خطر على الأرض، بينما هي وجدت لرفاهية سكان الأرض.

ويقول: ” المشكلة التي حدثت بين الدول الكبرى، هي أن الصين طلبت الانضمام إلى محطة الفضاء الدولية، إلا أنّ طلبها قوبل بالرفض لذلك اتجهت لعمل محطة فضائية خاصة فيها CSS، وهي على غرار محطة الفضاء الدولية، لا سيما أن محطة الفضاء الدولية سينتهي عملها عام 2024، وبالتالي كان التعاون الفضائي على المستوى العالمي ليس بالجيد”.

ويبيّن أن فقدان السيطرة على صواريخ مماثلة تحمل رواد فضاء يعتبر أمراً مختلفاً حيث أنه ليس الصاروخ من يحمل الرواد بينما الصاروخ يحمل كبسولة فيها رواد الفضاء، ويطلق الصاروخ لمسافة معينة على بعد 3 مدارات من الأرض، ويصلون إلى محطة الفضاء الدولية التي تبعد حوالي 310 كيلومتر عن الأرض.

أما عن إمكانية حدوث هجما سيبرانية وراء المشكلة الحالية في صاروخ الصين، فيوضح أن هناك حديث عن هجوم سيبراني على محطة التحكم الصينية تسبب بفقدان السيطرة، إلا أنه لا يعتقد أن أحداً يستطيع أن يجرؤ على فعل ذلك مع دولة متقدمة علمياً وعسكرياً.

 

وفيما يبدو وبحسب ما ذكرت عشرات التقارير العلمية التي تتابع الصاروخ فإن هناك ما يشبه الإجماع على أن المكان الأقرب لسقوط حطام الصاروخ الصيني سيكون أحد المحيطات التي تمثل 71% من مساحة سطح الكرة الأرضية، وذلك لن يشكّل خطراً على سكان الكرة الأرضية.

سببين وراء فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني التائه وعالم فضاء يكشف معلومات هامّة والمكان المتوقع لسقوطه
سببين وراء فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني التائه وعالم فضاء يكشف معلومات هامّة والمكان المتوقع لسقوطه

اقرأ على الموقع الرسمي: سببين وراء فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني التائه وعالم فضاء يكشف معلومات هامّة والمكان المتوقع لسقوطه

 

حاوره: جهاد عبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى