ترند - Trend

وفاة كولن باول الذي وصف بشار الأسد بالشيطان وأشعل حرب العراق بخدعة الأسلحة الكيمائية.. فمن هو؟!

توفي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولن بأول، اليوم الإثنين، وهو أول وزير خارجية أمريكي أسود ساهم في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأخيرة من القرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين.

وفاة الوزير الأمريكي كولن باول

وفارق كولن باول، الحياة عن عمر ناهز الـ 84 عاماً إثر معاناته من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، وفق ما أعلنت عائلته في بيان عبر “فيس بوك” مضيفة: “لقد فقدنا زوجًا رائعًا ومحبًا وأبًا وجدًا وأمريكيًا عظيمًا”.

وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن باول كان يعاني من الورم النقوي المتعدد ، وهو سرطان يصيب خلايا البلازما ويثبط الاستجابة المناعية للجسم.، موضحة أنه حتى لو تم تطعيم المصابين بهذا المرض فإن أولئك الذين يعانون من نقص المناعة معرضون لخطر أكبر من الفيروس.

كما نعاه الرئيس جورج دبليو بوش قائلاً: ” باول كان موظف حكومي عظيم وكان المفضل لدى الرؤساء لدرجة انه حصل على وسام الحرية الرئاسي مرتين، وكان يحظى باحترام كبير في الداخل والخارج. والأهم من ذلك، كان كولن رجل عائلة وصديق”.

وأشار بوش إلى أن العديد من الرؤساء اعتمدوا على مشورة باول وخبرته، موضحا أنه كان مستشارا للأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريغان، ورئيس هيئة الأركان المشتركة في عهد والده الرئيس الراحل، جورج بوش والرئيس الأسبق، بيل كلينتون، كما أنه كان وزير الخارجية في إدارته.

وبدوره، أعرب الجنرال المتقاعد، مارتن ديمبسي ، الذي شغل لفترة من الوقت كرئيس لهيئة الأركان المشتركة لأوباما ، عن حزنه على فقدان باول ، حيث كتب أنه كان “جنديًا رائعًا ورجل دولة وموظفًا عامًا مدى الحياة”.

اقرأ أيضاً: بيلوسي تتخذ إجراء لمنع ترامب من “شن ضربة نووية”

ووصف رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، الذي كان في منصبه أثناء خدمته في إدارة بوش ، باول بأنه “شخصية بارزة في القيادة العسكرية والسياسية الأمريكية” ، مضيفًا في بيان أنه “ألهم الولاء والاحترام”.

 

وكان باول على رأس مهامه حين شنّت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على العراق عام 2003وهو الذي أبلغ الأمم المتحدة والعالم أن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل ويشكّل تهديدًا.

لكن باول اعترف أن الحرب الأمريكية على العراق كانت “زائفة”، وأنها “وصمة عار” في سجل الولايات المتحدة الأمريكية وفي سجله، وفق مقابلة مع قناة “ABC” عام 2005.

والتقى كولن باول برئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 3 من أيار عام 2003، وقال حينها، إن “الشرق الأوسط قد تغيّر بعد حرب العراق، وعلى سوريا أن تغيّر سياستها”.

كما قال باول في “منتدى أفكار واشنطن”، عام 2015، “أنا لا أحب الأسد، لقد عملت معه، وحاولت العمل معه، وهو كاذب، إنه شيطان، وأود أن أراه يغادر”.

تفاعل المتابعين

أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب تغريدات كثيرة عبرت عن استيائهم من تاريخ كولن باول الأسود بالنسبة للعرب وباعتباره مهندس الحرب على العراق.

قال حساب فون كوستاف: “وفاة كولن باول وزير خارجية امريكا18/10/21 ليلتلحق بصاحبه رامسفيلد وزير الدفاع 1/7/21وفاة مهندسي الحرب الكاذبة الظالمة على العراق
الذي يظن انها صدفة فهو واهم”.

وكتب حساب عيد الشمري: ” هلك اليوم كولن باول بفيروس كورونا وسوف يسجل التاريخ مرافعته الكاذبة في مجلس الأمن حين كان وزير خارجية بوش لتبرير غزو العراق عندما رفع قارورة صغيرة ليخيف المجتمع الدولي بمحتواها الكيماوي ويدعي أن صدام حسين سيدمر بها العالم !”.

وقال عثمان المختار: “وجه الأرض يتطهر من مجرم آخر شارك بقتل مئات آلاف العراقيين حرقا وتجويعا وتعذيبا وبتهجير الملايين الآخرين “كولن باول” عرّاب كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق وصاحب مشروع “تصدير الديموقراطية” للعراق عام 2003
إلى حيث ألقت”.

وكتب حامد العلي: “نفوق وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن بأول واشتهر في العالم بإعلانه كذبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ممّا أدى إلى احتلاله وتدميره ثم سيطرة إيران على مقدّراته
اعتذر باول بعد ذلك عن الكذب ولكن ما قيمة هذا الإعتذار بعد مئات الآلاف من الضحايا”.

 

وكتب عماد الدين الجبوري: “إلى جهنم وبئس المصير، كورنا تفتك بالكذاب كولن باول. بهذه الأنبوبة بين أصبعيه، التي رفعها في مجلس الأمن الدولي عام 2003 مدعيًا إن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل. ثم اعترف نادمًا على كذبته، ولكن بعد تدمير العراق”.

من هو كولن بأول

ولد الوزير كولن باول في مدينة نيويورك، في 5 من نيسان عام 1937، وهاجرت عائلته من جامايكا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

كان باول جنديًا محترفًا لمدة 35 عامًا، وشغل خلالها العديد من المناصب القيادية، ورُقّي إلى رتبة جنرال من فئة أربع نجوم.

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية الأمريكية يحسم الجدل حول تطبيع واشنطن مع رئيس النظام السوري بشار الأسد

شغل منصب مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي، من عام 1987 إلى عام 1989.

آخر مهامه كانت منصب الرئيس الـ12 لهيئة الأركان المشتركة (أعلى منصب عسكري في الدولة)، من 1989 إلى 1993، وخلال هذا الوقت، أشرف على 28 أزمة، بما في ذلك عملية “عاصفة الصحراء” في حرب الخليج عام 1991.

عمل رئيسًا لـ”وعد أمريكا التحالف من أجل الشباب”، وهي “منظمة وطنية غير ربحية مكرسة لتعبئة الناس من كل قطاع من قطاعات الحياة الأمريكية، لبناء شخصية وكفاءة الشباب”.

عُيّن كولن باول وزيرًا للخارجية الأمريكية من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، عام 2001، وشغل المنصب حتى عام 2005.

اقرأ أيضاً: رفض الحرب على العراق ودعم القضية الفلسطينية .. ستيفن هوكينغ خليفة أينشتاين

في الخامس من فبراير 2003 قدم باول أمام مجلس الأمن ملفاً ركز فيه على وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وتبيّن لاحقا أن جميع معلوماته كانت خاطئة واعترف بكذبته لكن بعد فوات الأوان وبعد تدمير العراق بشكل كامل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى