¶ ارتفاع الإنفاق العسكري العالمي

بحسب دراسة أعدها مركز “جيوستراتيجيك ميديا”، فإن إجمالي الإنفاق العسكري العالمي ارتفع إلى 2.3 تريليون دولار خلال العام 2021؛ وذلك بزيادة 3.1% عن العام السابق 2020.

وأوضح أن هذا الارتفاع جاء رغم ما يعانيه العالم بشكل عام من التضخم وحالة الركود التي سادت معظم الدول، بالإضافة إلى تراجع الادخارات وارتفاع العجوزات بسبب الدعم الذي قدمته الكثير من تلك الدول لمواطنيها من أجل التصدي لجائحة فيروس كورونا “كوفيد19”.

¶ أكثر الدول إنفاقاً في المجال العسكري

وفقاً للمركز، كانت الصين وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والهند من أكثر الدول إنفاقاً على السلام خلال العام 2021 الجاري، بنسبة تصل إلى نحو 68% من الإنفاق العسكري العالمي رغم تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي في العام الحالي بنسبة 2.9%.

¶ نسبة الإنفاق العسكري العالمي خلال 2021

مركز “جيوستراتيجيك ميديا”، قال في دراسته إن الانفاق العسكري العالمي كحصة من الناتج الإجمالي العالمي بلغ نحو 2.8% خلال العام الحالي مقارنة بنسبة 2.5 خلال العام الماضي.

وأضافت الدراسة: “قامت العديد من دول العالم في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية بتحويل جزء من مخصصاتها العسكرية في العام 2021 والعام 2020 إلى أغراض تنموية ووقائية من فيروس كورونا.

في العام 2021، وصل الإنفاق العسكري الأمريكي إلى 754 مليار دولار في وقت بلغ إنفاقها العام الماضي 778 مليار دولار.

وترى الدراسة أنه وبالرغم من انخفاض الإنفاق العسكري الأمريكي بنحو 24 مليار دولار إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت الأولى عالمياً في الإنفاق العسكري.

في حين احتلت الصين المرتبة الثانية بالإنفاق العسكري، حيث بلغ 210 مليار دولار العام الجاري مقارنة بمبلغ 184 مليار دولار العام الفائت.

وأشارت إلى أن الإنفاق العسكري لحلف الناتو المنظمة من 28 دولة، ارتفع إلى 811 مليار دولار مقارنة بمبلغ 717 مليار.

أما الانفاق العسكري الروسي، فقد ارتفع من 65 مليار دولار عام 2020 إلى 67 مليار دولار العام الجاري، في حين ارتفع الإنفاق العسكري الهندي من 47 مليار العام الفائت إلى 50 مليار خلال العام الحالي.

وأوضحت كذلك، أن الإنفاق العسكري في المملكة المتحدة بلغ 68 مليار دولار بعد أن قدر بنحو 59 مليار دولار العام الماضي.

¶ علاقة الإنفاق العسكري العالمي بعدم الثقة العالمية

في دراسته أشار مركز “جيوستراتيجيك ميديا”، إلى أنه عندما يزيد الإنفاق العالمي على السلاح لدى الدول الكبرى مع تراجعها في أمريكا، فإن ذلك يعني أن حالة عدم الثقة العالمية بدأت تطغى على العلاقات الدولية.

وهذا ما يفسر، بحسب الدراسة، قيام العديد منها اليوم بتنويع مصادر التسلح حتى وإن كان ذلك على حساب التحالفات التي سادت منذ عقود لأن العديد من الدول الكبرى باتت تدرك أنها لن تكون شرطي العالم إذ إن العالم اليوم بات قرية صغيرة يمكن تغييرها عن بعد.

المهم في ارتفاع الإنفاق العسكري أنه جاء في العديد من الدول على حساب التنمية الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية ما يعني تراجع النمو الاقتصادي لأعوام كثيرة قادمة قد نشهد خلالها المزيد من التضخم وزيادة العجز الاقتصادي وارتفاع ديون الدول وهو السيناريو الذي سبق الحرب العالمية الثانية.