حورات خاصة

المبادرة الكويتية لإنقاذ لبنان.. 10 نقاط قبل أن تنهار الدولة التي “تسير إلى الجحيم”

طرح على لبنان مؤخراً المبادرة الكويتية من أجل كسر الجمود في العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والدول العربية وإنهاء التوترات فيما يضمن مصالح الجميع. 

ونقلت مصادر بأن المبادرة الكويتية تحمل 10 نقاط بينها ما يضمن سلامة العلاقات بين لبنان والدول العربية والعودة إلى استراتيجية الحياد، إضافة إلى ضمان أن تقوم الدولة اللبنانية بسلطتها على الميليشيات بالبلاد ومنع تدخلها بدول أخرى ومنع ووقف عمليات تهريب المخدرات وغيرها. 

وللوقوف على إمكانية تطبيق المبادرة الكويتية وقدرة حكومة لبنان برئاسة نجيب ميقاتي على تطبيق بنودها على اعتبار أن هناك من وصفها بالأمل الأخير للبنان، التقت وكالة ستيب الإخبارية مع المحلل السياسي والكاتب اللبناني، فادي عاكوم. 

 

بنود المبادرة الكويتية 

عشرة نقاط حملتها المبادرة الكويتية بينها ما هو أمني وبينها ما هو سياسي ودبلوماسي، رآها البعض طبيعية ورآها حلف حزب الله وإيران بأنها تدخل وإملاءات. 

يقود المحلل اللبناني فادي عاكوم: بنود المبادرة الكويتية كانت طبيعية، واعتقد أنه من غير الطبيعي أن يطلب من دولة بنوداً يفترض أن تكون أساسيات العلاقات بين الدول، وأؤكد أن المبادرة الكويتية عادلة تماماً وتمثل دول الخليج كلها وطبيعية جداً.

ويضيف: كلنا نعلم أن حكومة ميقاتي هي حكومة مسيرة لاحول ولا قوة لها، ورأينا حين حصلت المشادات بعد قضية قاضي تحقيق ملف مرفأ بيروت، والتي على إثرها تعطلت الجلسات ولم تعقد حتى لقبل يومين حتى وصلت موافقة الثنائي الشيعي.

ويتابع: واتضح تماماً أن جماعة حزب الله ومن معهم بدأوا الترويج ومهاجمة المبادرة الكويتية بحجّة أنها تدخل بالسيادة اللبنانية، وإملاء للإرادة الخليجية على لبنان. 

مشدداً على أن المبادرة هي الفرصة الأخيرة أمام الدولة اللبنانية للحفاظ على العلاقة مع الدول العربية الشقيقة واحترام سيادة قرارها.

 

هل تستجيب حكومة ميقاتي 

 

تبقى التساؤلات حول موقف حكومة نجيب ميقاتي والتي جاء تشكيلها بوقت حرج بعد عام من الشد والجذب بين القوى اللبنانية، إلا أنها حسبت من خلال مواقف بعض وزرائها بأنها ميّالة إن لم تكن تقف بصف طرف حلف حزب الله ومن معه. 

يقول “عاكوم”: حكومة ميقاتي إلى اليوم لم تستطع أن تفعل شيء لاداخلياً ولا خارجياً، حيث كان من المفترض أن تكون حكومة تكنوقراط ومستقلين ليتبين أنها مسيطر عليها من قبل حزب الله وحركة أمل وحلفائهم، وبالتالي فقدت الحكومة قدرتها على اتخاذ القرار.

ويشير الكاتب اللبناني بذات الوقت إلى أنّ أمر الحكومة اليوم عند ملعب الساحة السنّية، خصوصاً بعد قرار سعد الحريري الأخير بوقف أي نشاط حزبي وسياسي خلال الانتخابات وبعد الانتخابات. 

معتبراً أنّ “الساحة السنية” بحاجة لموقف حاسم وحازم جداً قد يتخذه رؤساس الحكومات السابقة مثل “السنيورة وميقاتي” بالتنسيق مع دار الفتوى، وبالتالي قد نشهد استقالة الحكومة في حال رفض المبادرة الكويتية.

ويتابع عاكوم: إمكانية استجابة الحكومة اللبنانية للبنود العشرة كاملين يعتبر أمراً صعباً في الظروف الراهنة، ولكن لو تم الاستجابة لها سيكون فاتحة خير على لبنان من قبل دول العالم أجمع، حيث هناك دول تنتظر تنفيذ خطوات إيجابية من أجل بدء مساعدة لبنان، ويرى الجميع أن الثقة معدومة بمن يمسك سياسة لبنان حالياً.

 

لبنان على شفة الانهيار 

 

جاءت المبادرة الكويتية بوقت حساس، حيث أن لبنان يعيش أسوأ أيامه اقتصادياً وسياسياً، بعد انيهارات متتالية وفشل الطبقة السياسية الحاكمة من اتخاذ قرارات تعيد البلاد إلى نهجها الصحيح. 

يقول فادي عاكوم: لبنان وصل إلى مرحلة شبه الدولة بسبب الوضع الاقتصادي المنهار، وبسبب سيطرة وهيمنة حزب الله وحلفائهم على مؤسسات الدولة، وبالتالي لبنان يسير إلى مزيد من التعقيد وهو ما وصفه ميشيل عون حين قال نحن سائرون إلى جهنم. 

ويتابع: لبنان يتجه إلى مزيد من الانهيار لا سيما مع انعدام الفرص لضخ الأموال من الخارج وانعدام مقدرة الدولة اللبنانية على النهوض من جديد كما شاهدنا خلال الفترة الأخيرة من ضعف الكهرباء والانترنت والمحروقات وغيرها. 

ويشدد بذات الوقت أن الفرصة الأخيرة لازالت قائمة بهذه المبادرة في حال أراد سياسيو لبنان إنقاذ البلاد قبل السقوط المدوي للحكومة والدولة كلها. 

ويبقى الوضع اللبناني مترنحاً سياسياً بين حكومة غائبة وغير فعّالة وصراعات داخلية تنهش بقلب الدولة وبين عزلة إقليمية ودولية تزيد الطين بلّة، لتكون مبادرة الكويت خيط الأمل الأخير الذي مدته الدول العربية لهذه الدولة قبل أن تنتهي.

 

المبادرة الكويتية لإنقاذ لبنان.. 10 نقاط قبل أن تنهار الدولة التي "تسير إلى الجحيم"
المبادرة الكويتية لإنقاذ لبنان.. 10 نقاط قبل أن تنهار الدولة التي “تسير إلى الجحيم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى