تركيا تطالب الإمارات بتسليم سادات بكر.. من هو زعيم المافيا الذي شغل الصحافة التركية
قالت وسائل إعلام تركية، اليوم الأربعاء، إن تركيا طلبت من الإمارات تسليم زعيم المافيا التركية، سادات بكر، المقيم حالياً لديها، مشيرة إلى أن وزارة العدل التركية وجهت طلباً إلى دولة الإمارات بتوقيف بكر مؤقتاً، وأصدرت نشرة حمراء بغرض تسليمه إلى تركيا.
تركيا تطالب بتسليم سادات بكر لها
وذكرت أن الإنتربول أصدر مذكرة تفتيش حمراء في 194 دولة بشأن بكر بطلب من تركيا، موضحةً أن الشرطة الدولية أبلغت المدعي العام التركي، في 1 فبراير/ شباط الجاري، بأنها أدرجت اسم زعيم المافيا التركية الهارب على القائمة الحمراء بطلب من تركيا.
زوبعة ملفات الفساد
خلال العام الفائت، أثار سادات بكر، زوبعة عبر موقع التواصل بعد نشره تسجيلات مصورة، تجاوزت مدة الواحد منها ساعة تقريباً تفضح ملفات حساسة وهامة زعم أنها تتعلق بقضايا فساد في تركيا.
وفي الفيديو الخامس الذي نشره يوم 16 من مايو/ أيار، قال بكر لوزير الداخلية صويلو: “سوف أؤذيك مرة واحدة في الأسبوع”.
أما في الفيديو الرابع الذي تم نشره في 13 من مايو/ أيار، ادعى بكر أن وزير الداخلية التركية، سليمان صويلو، قال عنه “أنا أحبه” وقدم له حماية من الشرطة في السنوات التي سبقت هروبه من الأراضي التركية.
وبدوره، كشف موقع (ميدل إيست آي) البريطاني، نهاية العام الفائت، عن أن مسؤولين في دولة الإمارات، طلبوا من زعيم المافيا التركي والمقيم في دبي، سادات بكر، بالتوقف عن نشر المقاطع المصورة التي يهاجم فيها السياسيين ببلاده.
وقال الموقع إن بكر حاز على عشرات ملايين المشاهدات لقناته على يوتيوب، عن طريق نشره ما زعم أنها ملفات فساد ببلاده، فضلاً عن مهاجمته وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو ورجال أعمال مقربين من الحكومة.
وأوضح ميدل إيست آي أن بكر توقف عن البث عبر يوتيوب في شهر يونيو/حزيران الماضي، بعد استجوابه من قبل مسؤولين إماراتيين، في الوقت الذي كانت تجري فيه أنقرة وأبوظبي مباحثات لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين.
كما كشف، إمرة أولو، المقرّب من زعيم المافيا التركية والذي يقيم في دبي، أنّ “السلطات الإماراتية أبلغت سادات بكر بأنّ هناك خطراً على حياته مثل تعرضه للاغتيال بسبب طبيعة الفيديوهات التي ينشرها”.
اقرأ أيضاً : لعب على المكشوف… الأوساط التركية منشغلة باتهامات “زعيم المافيا” ضد أردوغان و”الأخير” يرد
من هو سادات بكر
اشتهر اسم، سادات بكر، على نطاق واسع في تركيا، منذ تسعينيات القرن الماضي، كونه من أكبر زعماء المافيا البارزين.
وهو من مواليد ولاية “سكاريا” عام 1971، ومن أصل قوقازي، ودخل إلى السجن وخرج منه لعدة مرات، فقد حُكم على اثنين من رجال بكر بالسجن مدى الحياة عام 1997، اللذان مثلا أمام المدعي العام بتهمة قتل المهرب، عبد الله توبشو، في ريزه وتم الإفراج عنهما، في نفس القضية لاحقاً.
وكان بكر مطلوباً لمدة سبعة أشهر لقيامه بعمليات جمع أموال بطرق غير مشروعة تتضمن التهديدات والاعتقال بالقوة والتحريض على القتل والجرائم المماثلة، وتم إحضاره إلى تركيا من رومانيا في 19 آب / أغسطس 1998، معلناً أنه سوف يستسلم.
وفي أيلول 1998، اعتقل بكر ورجاله وتم رفع دعوى ضده واتهم فيها بتشكيل عصابة مع 12 متهماً آخر وحكم عليه بالسجن مدة تصل إلى 7 سنوات ونصف. ومن ثم أطلق سراحه في 24 مايو/ أيار 1999 حيث سُجن لمدة ثمانية أشهر و 29 يوماً.
واعتقل بكر في 12 مارس/ آذار 2005 خلال “عملية الفراشة” التي نفذتها مديرية التهريب والجرائم المنظمة في إسطنبول، وحوكم بكر في المحكمة الجنائية العليا العاشرة في إزمير بتهمة تأسيس منظمة، والتهديد، وإطلاق النار على مكان العمل، والجرح، وتقييد الحرية، والنهب، واستخدام هوية مزورة، وانتهت القضية في المحكمة العليا التاسعة في اسطنبول في 31 يناير/ كانون الثاني 2007 وحكم عليه بالسجن 14 عامًا و 5 أشهر و 10 أيام في السجن.
وفي قضية أرغينيكون، التي حكمت فيها المحكمة الجنائية العليا الثالثة عشرة بإسطنبول في آب / أغسطس 2013 ، حُكم على سادات بكر بالسجن لمدة 10 سنوات، وفي 10 آذار / مارس 2014 ، أُفرج عنه بموجب التشريع، باعتباره تعديل القانون فيما يتعلق بقرارات المحاكم المختصة.
وعقب بيان الأكاديميين من أجل السلام حول أحداث “نزاع شرناق” 2015-16 ، والذي نُشر في 10 يناير/ كانون الثاني 2016 ، أصدر سادات بكر بيانًا مضادًا، استخدم فيه نبرة التهديد ولغة الكراهية وهدد الأكاديميين بالقتل، ورد حزب الشعب الجمهوري ، وحزب الشعوب الديمقراطي ، ونقابة المحامين التحرريين والعديد من الصحفيين ضد سادت بكر.
ومن ناحية أخرى، ظهر اسم سادات بكر كرجل أعمال يدعم النشاطات الخيرية، ففي 9 مارس/ آذار 2015 ، تم تكريم سادات في حفل توزيع جوائز الأفضل في العام الذي نظمته جمعية إعادة تأهيل المعاقين عقليًا ومؤسسة التعليم (ZEREV) في مركز TİM ، وقد حصل على جائزة رجل الأعمال الأكثر خيرية وشرف مدى الحياة لمساهماته الخيرية.
وتزوج سادات بكر من، أوزجي يلماز، عام 2008 ورزق بأربعة أطفال هم “سردار هان بكر” و”بوغشان طلحة بكر” و”جلال هان بكر” و”فيليز لينا بكر”.
