أخبار العالمسلايد رئيسي

توتر بين بوتين وقادة المخابرات الروسية.. والكشف عن حالة واحدة فقط تدفعهم للانقلاب عليه

نشرت وسائل إعلام غربية، اليوم الإثنين، تقريراً عن احتمالات تحرك مراكز القوى المحيطة بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع تنامي مشاعر الرفض التي طرأت عليها بعد غزو أوكرانيا والخسائر الكبرى التي تكبدتها البلاد.

توتر بين قادة المخابرات وبوتين

وذكرت أن هذه المجموعة يطلق عليها في روسيا “سيلوفيكي”، والمقصود بها دائرة بوتين الضيقة من قادة الأجهزة الأمنية والجيش، التي تؤثر على قراراته ويستعين بها في تنفيذها.

وأشارت إلى أنه بعد غزو أوكرانيا، كان واضحاً حدوث خلاف بين بوتين والأجهزة الأمنية والجيش، وهو ما لم يحدث على هذا النحو من قبل.

وأوضحت أن الخسائر غير المتوقعة التي تعرضت لها القوات الروسية في أوكرانيا، وضع بوتين اثنين من جنرالات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) رهن الإقامة الجبرية، ثم نقل أحدهما إلى السجن، وأجبر نائب قائد الحرس الوطني على الاستقالة، بينما اختفى وزير الدفاع، سيرغي شويغو، عن الأنظار لفترة وعندما عاد للظهور “بدا كئيباً ومنسحباً”.

اقرأ أيضاً: بالفيديو|| القوات الأوكرانية ترصد المدرعات الروسية وتصطادها بضربات قاضية … وشاحنات البضائع تواجه الموت لإحياء الاقتصاد

ولفتت إلى أن بوتين أعاد تنظيم التسلسل القيادي في الجيش، وكلف الجنرال، ألكسندر في بورتنيكوف، بالمسؤولية عن العمليات في أوكرانيا.

وأكد التقرير على أن “الحملة القمعية المتزايدة التي يقوم بها بوتين ضد هؤلاء الرجال والوعي المتزايد في موسكو بأن الحرب سارت على نحو سيئ، أثرت عليهم بشكل كبير، وتساءل بعض المراقبين: إلى متى سيتسامح هؤلاء مع أخطائه الكارثية؟”.

وأضاف التقرير أن مثل هذه الأسئلة تتجاهل العلاقة التاريخية بين قوات الأمن والدولة الروسية، والطريقة الخاصة التي بنى بها بوتين قاعدة سلطته، مشيراً إلى أن التطورات الأخيرة لا تنبئ بانهيار كبير للنظام الحالي، فحتى في خضم التوترات الحالية، فإن فرص قيام أعضاء بارزين من النخبة الأمنية أو العسكرية بالتحرك ضد بوتين تظل ضئيلة.

اقرأ أيضاً: الدفاع الروسية تتهم القوات الأوكرانية بـ”التحضير لتنفيذ مجازر جماعية واتهام قوات موسكو بها”

التاريخ الروسي ينبئ بما يحدث

وأوضحت وسائل الإعلام أنه تاريخياً لم يشكل الجيش الروسي تهديدا كبيرا لحكام البلاد، فقط عدد قليل للغاية من الانقلابات العسكرية الناجحة أو المحاولات، مثل المحاولة الفاشلة لإطاحة القيصر نيكولاس الأول في عام 1825.

ولفتت إلى أنه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، سعت مجموعات من قدامى المحاربين العسكريين إلى اكتساب السلطة السياسية، لكنهم أيضا فشلوا في كل مرة.

اقرأ أيضاً: أغنية روسية شغلت العالم بالحرب العالمية الثانية واقتبست فيروز لحنها.. نشيد الخيالة و كانوا يا حبيبي

وفشلت حركة تمرد في التسعينيات، قبل وصول بوتين للسلطة، تسمى “اتحاد الضباط” للاستيلاء على السلطة رغم ضعف الحكومة، وفشل جنرال روسي يدعى ليف، ترك الجيش وأنشأ “حركة دعم الجيش” للاستيلاء على الكرملين رغم أنها اكتسبت شعبية.

وفي الحالات القليلة التي تحدى فيها أفراد من الجيش بوتين، كان من السهل إيقافهم، مثل فلاديمير كفاتشكوف، العقيد المتقاعد في المخابرات العسكرية، الذي حاول اغتيال أناتولي تشوبايس، الاقتصادي الذي فتح برنامج الخصخصة الروسي المثير للجدل في التسعينيات، وتعرض كفاتشكوف لمحاولة اغتيال ثم اعتقل في وقت لاحق.

ويشير التقرير إلى سبب هيكلي آخر لفشل الجيش في تحدي بوتين هو المراقبة الشديدة له من قبل النظام، وهي سياسة قديمة اتبعها الاتحاد السوفييتي، توسعت في عهد بوتين عن طريق جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، الذي أنشأ فيه وحدة خاصة للتجسس على الجيش، وهي تتولى حاليا خلال الحرب على أوكرانيا بمراقبة القوات.

ومع وجود هذه المراقبة المستمرة، “لم ينتج الجيش الروسي أبدا هذا النوع من الضباط الذين قد يقودون تمردا فعالا”.

حالة وحيدة للانقلاب

وأكدت وسائل الإعلام أنه مع افتقاد الخبرة السياسية وقاعدة عريضة من الدعم، فإن الـ”سيلوفيكي” غير قادرين على إنتاج وقيادة انقلاب بمفردهم، كما أنه من غير المحتمل أن يتأثروا، إذا انقلبت المشاعر الشعبية في روسيا، بشكل كبير ضد الرئيس الروسي.

وأوضحت أن الحالة الوحيدة التي قد تدفعهم للتحرك هي إذا وصلت المشكلات الاقتصادية لروسيا إلى درجة انقسام الحكام الإقليميين بشأن بوتين والنظام الاقتصادي الذي منع انهيار دولة بوتين الأمينة منذ 20 عاماً.

حينها فقط قد يشعرون أن الرئيس الروسي يفقد السيطرة على البلاد وأن مستقبلهم مهدد، وفي هذه الحالة، يمكنهم التنحي جانبا، أو حتى تقديم يد المساعدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى