أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

توتّر بين الجزائر وإسبانيا… مدريد تصدر الغاز للمغرب مشعلةً صراعاً جديداً بين الجارين العربيين

تزداد العلاقة بين الجزائر وإسبانيا توتراً مؤخراً، منذ أن غيّرت مدريد توجهها في قضايا مفصلية تخص البلدين، بعد أن مالت إلى الطرف المغربي بقضية الصحراء الحساسة، وهو ما ترفضه الجزائر التي تهدد بقطع الغاز عن إسبانيا في حال اكتشفت أن مدريد ضخته باتجاه المغرب الجارة التي انقطعت علاقتها بها منذ مدّة.

توتر العلاقة بين الجزائر وإسبانيا

ولوحت الجزائر مجدداً بورقة الغاز، مهددةً بقطع الغاز عن إسبانيا في حال اكتشاف أن الحكومة الإسبانية تدعم المغرب بالغاز الجـزائري ذاته.

إلا أنّ الحكومة الإسبانية لم تلقي المسامع للتهديد الجـزائري، وأعلنت اليوم الجمعة، أنها شرعت في تصدير الغاز إلى المغرب.

وقالت الحكومة الإسبانية، إنّ “الغاز الذي سترسله إلى المغرب لن يأتي من الجزائر التي هددت بفسخ عقدها مع إسبانيا إذا حولت الأخيرة الغاز الجزائري إلى وجهة ثالثة”.

وفي بيان صدر عن وزارة التحول البيئي الإسبانية جاء فيه: “الغاز الذي سيحصل عليه المغرب ليس من أصل جزائري بأي حال من الأحوال، وأن تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة”.

وكانت وزارة الطاقة والمناجم الجـزائرية قد حذّرت إسبانيا بأنها ستقوم بفسخ التعاقد معها فيما يتعلق بإرسال الغاز، إذا قامت بإعادة توجيه الغاز الجـزائري لأي وجهة غير منصوص عليها في العقد بين البلدين، في إشارة إلى المغرب.

وجاء التحذير بعد تلقي وزير الطاقة والمناجم الجـزائري، محمد عرقاب، بريداً إلكترونياً من نظيرته الإسبانية، تيريزا ريبيرا تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، والشروع بتنفيذ القرار في غضون أيام.

تهديدات متتالية

وقبل أيام أيضاً لوحت الجـزائر بورقة الغاز بوجه إسبانيا، بعد تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية، وإعادة العلاقات بينها وبين المغرب.

وقد استنكرت الجـزائر حينها موقف حكومة مدريد الجديد معربةً عن استغرابها من التغيير المفاجئ، لتصريحات رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، والذي زار المغرب والتقى الملك الغربي.

وكانت إسبانيا اتفقت مع المغرب على مساعدته في تأمين حاجياته من الطاقة من السوق الدولية عبر استعمال الأنبوب المغاربي المار من أراضيه، والذي سبق للجزائر أن أوقفت العمل به.

وأكتوبر الماضي، أمر الرئيس الجـزائري، عبد المجيد تبون،  بعدم تجديد العمل بالأنبوب المغاربي المار بالمغرب إلى إسبانيا، بسبب ما وصفه بـ” الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية”.

وتقتصر إمدادات الغاز الجـزائري لإسبانيا حالياً على أنبوب الغاز البحري “ميدغاز”.

خلافات على قضية الصحراء

وأعلنت مدريد في 18 مارس دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء المغربية، معتبرة إياها حالياً “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”.

واستنكرت الجـزائر “تحول” موقف مدريد واستدعت في اليوم التالي سفيرها في إسبانيا.

والسبت، قال تبون إن الجـزائر “لها علاقات طيبة مع إسبانيا”، لكن الموقف الأخير لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، من القضية الصحراوية “غير كل شيء”.

وكانت إسبانيا خففت اعتمادها على الغاز الجـزائري مؤخراً حيث بات اعتمادها على ربع الاستهلاك في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بـ 40 بالمئة من العام الفائت.

مواضيع ذات صِلة : موقع فرنسي يكشف كيف بدأت الجزائر معاقبة إسبانيا والاقتراب من حلفاء جدد

ويرى خبراء أنه في حال نفّذت الجـزائر تهديدها وقطعت الغاز عن إسبانيا في الوقت الذي تعيش فيه أوروبا أيام عصيبة بهذه المادة تحديداً بسبب التحكم الروسي بسوق الغاز إلى أوروبا بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، فإن الجـزائر تضع نفسها علانيةً في حلف روسيا الضاغط على أوروبا وبذلك، وهو الأمر الذي أشار إليه “تبون” مؤخراً عندما أشاد بعلاقة بلاده مع موسكو، وهذا ما قد يؤدي لخسارة الجـزائر حلفائه الغربيين من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

شاهد أيضاً : المغرب يتجاوز تحدي الجزائر ويدخل نادي الدول العالمية المصدرة للغاز.. حقول غاز جديدة تقلب الموازين

توتّر بين الجزائر وإسبانيا... مدريد تصدر الغاز للمغرب مشعلةً صراعاً جديداً بين الجارين العربيين
توتّر بين الجزائر وإسبانيا… مدريد تصدر الغاز للمغرب مشعلةً صراعاً جديداً بين الجارين العربيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى