أخبار العالمسلايد رئيسي

ملفات فرضت على أردوغان زيارة السعودية وتغيير سياسته وهذا ما حصده من لقاء بن سلمان

أنهى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، زيارة إلى السعودية هي الأولى من نوعها منذ 5 سنوات، والتي جسدت تحولات تركيا الجديدة ضمن سياسية “صفر مشاكل” وكما وصفها أردوغان بأنها “مرحلة كسب الأصدقاء”، ولم تظهر نتائجها العملية علانيةً كما حصل بزيارة الإمارات قبلها، إلا أنها حملت مبادرات إقليمية مهمّة وبداية تحالفات قوية لو كتب لها النجاح.

أردوغان في السعودية وبداية حقبة جديدة

واعتبر أردوغان، الذي رافقه في زيارته إلى السعودية عدد كبير من الوزراء، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، في سلسلة تغريدات مساء أمس الأول الخميس، أن زيارته إلى السعودية “ستفتح الأبواب أمام عهد جديد مع المملكة الصديقة والشقيقة”.

وأعرب أردوغان عن ثقته بأن زيادة التعاون بين تركيا والسعودية في مجالات، مثل الصحة والطاقة والأمن الغذائي وتكنولوجيا الزراعة والصناعات الدفاعية والتمويل، ستصب في المصلحة المشتركة للبلدين.

وأكد حرص تركيا على أمن واستقرار منطقة الخليج. وكتب: “نحن نؤكد في كل مناسبة أننا نولي أهمية لاستقرار وأمن أشقائنا في منطقة الخليج مثلما نولي أهمية لاستقرارنا وأمننا. نؤكد أننا ضد جميع أنواع الإرهاب، ونولي أهمية كبيرة للتعاون مع دول منطقتنا ضد الإرهاب”.

عودة تدريجية للعلاقات

وحول ذلك يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، الدكتور محمد الحربي، في حديث لوكالة “ستيب الإخبارية”: “زيارة أردوغان مهمة في المكان والزمان، والكل يعلم أن العلاقة بين تركيا والسعودية سياسياً بدأت بالعودة إلى مسارها بشكل تدريجي منذ أكثر من عامين، حيث بدأت منذ نوفمبر الفائت عند لقاء نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي مع وزير التجارة السعودي ماجد القصبي في إسطنبول”.

ويضيف الحربي: “تلى ذلك زيارات متكررة منها على مستوى الخارجية حين زار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الرياض والتقى المسؤولين السعوديين”.

ويعتقد الخبير السعودي أن الطرفين وصلا مرحلة بناء الثقة والانطلاق إلى مرحلة جديدة بالعلاقة، وغالبًا ما سيكون التعاون الجديد في القطاع الاقتصادي والاستثماري والعسكري.

اقرأ أيضاً|| زيارة أردوغان إلى السعودية ولقاءات متعددة عربية وإقليمية.. ما حملته من نتائج؟

وأكد الحربي أنه جرى تفاهمات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خصوصاً في المجال العسكري والصناعات العسكرية، إضافة إلى إعادة تفعيل المجلس التنسيقي السعودي التركي الذي بدأ عام 2016.

ويتابع: “نعي أن تركيا والمملكة العربية السعودية مركزا ثقل استراتيجيان في المنطقة، وبالتأكيد أن تحالفهما سيكون مؤثراً فاعلاً بالعديد من الملفات”.

ويشير بذات الوقت إلى أنه يتضح تماماً أن هناك استدارة تركية جديدة نحو العمق الإقليمي بناءً على العديد من المحددات منها الوضع الداخلي التركي والانتخابات القادمة وغيرها، مشدداً أنّ السعودية تنظر إلى البعد الاستراتيجي المستدام في العلاقة وليس المرحلي المبني على مصالح مؤقتة.

ملفات فرضت التحالف الجديد

على الطرف الآخر يوضح الكاتب والمحل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو في حديث لوكالة “ستيب الإخبارية” بأن هناك بداية مرحلة إقليمية جديدة فحواها التكامل وإطارها التعاون بسبب احتياجات داخلية وخارجية لكل طرف، وعليه كانت دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس التركي لزيارة المملكة العربية السعودية ووضع حجر أساس لهذه المرحلة سواء التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني.

ويقول: “صحيح أن البعد الاقتصادي مهم جداً لأنقرة ولكن كذلك البعد الأمني للرياض مهم جداً وهذه هي طبيعة العلاقات الدولية علاقة تكاملية”.

اقرأ أيضاً|| في طريق عودته.. أردوغان يتحدث عن مرحلة جديدة ويكشف عن اتفاق بين أنقرة والرياض

ويضيف: المتغير الدولي الأبرز وهو وصول بايدن للبيت الأبيض ونهجه الذي لا يتسق مع أهمية الدول الحليفة في الشرق الأوسط سيما المملكة العربية السعودية وتركيا بالإضافة إلى تغيير الإدارة الديمقراطية ملفات متعددة في المنطقة منها الانسحاب من أفغانستان وشيء من التعاون مع إيران جعل هذه الدول تنظر إلى مستقبلها ومستقبل التحالفات، خاصة بعد محاولة واشنطن إيقاع أنقره والرياض في آتون الحرب الأوكرانية، كل هذا وغيره يدفع دول المنطقة لتحالفات جديدة تعاونية تكاملية”.

وحول إمكانية أن يلعب أردوغان دوراً بوساطة ما بين السعودية وإيران يوضح” أوغلو” بأنه “لا يبدو أن الرئيس التركي يمكن أن يكون في وساطة بين طهران والرياض لأن العلاقات مع إيران ليست جيدة بالقدر الكافي، والعلاقات مع الرياض لاتزال في منطقة التأسيس الجديد لطبيعة علاقة ثنائية مختلفة عما سبق”.

ويعتبر المحلل السياسي التركي أن ما جرى هو عهد جديد لأن الحقبة الدولية الجديدة وسياقاتها يفرض هذا النوع الجديد من العلاقات الثنائية والإقليمية، معتبراً أنّ هذا العهد سيحتاج إلى شفافية ونيّة جادة لتحسين العلاقات ليكون التعاون يأتي بثمار حقيقية سياسياً، اقتصادياً، أمنياً، عسكرياً.

يذكر أنّ علاقات الرياض وأنقرة تأزمت عام 2018 بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتلويح تركيا بهذا الملف مراراً بوجه السعودية واستخدامه لأغراض سياسية، إلا أنّ المصالح بين البلدين عادت للتقاطع في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية وهو ما فرض على تركيا إعادة التفكير بسياستها الخارجية وتحالفاتها الإقليمية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى