اخبار العالم العربيسلايد رئيسي

أمير سعودي لـ بايدن قبل وصوله السعودية: لا يمكنك نبذنا.. وتذكر روزفلت

ردَّ الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد، اليوم الأحد، على مقال الرأي الذي كتبه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية بعنوان “لماذا سأذهب إلى السعودية؟”،مذكراً الأخير بالعلاقة التي تأسست منذ عهد روزفلت وبأنه لا يمكن لأحد “نبذ” المملكة.

الأمير السعودي يرّد على بايدن

وقال الأمير عبدالرحمن في تغريدة نشرها على صفحته بتويتر: “لم يراودني شك للحظة أن ما سينتهي إليه موقف الإدارة الأمريكية تجاه السعودية هو ما تضمنه هذا التصريح، وقلت هذا قبل عام مع الإعلامي طارق الحميد في برنامجه (الموقف)”.

وأضاف: “فأمريكا بلد عظيم ودولة مؤسسات يديرها غالباً عقلاء ولا يحكمه قصيروا نظر وإن قصر نظرهم لفترة وأخطأوا في حساباتهم يعيدون النظر فيها بما يحقق مصالح أمريكا في النهاية بعيداً عن شعارات ووعود تم التنصل منها لعدم واقعيتها وإعادة النظر فيها تمّت بالتدريج، وهذا ممكن تفهمه فتحول موقف معلن وحاد تجاه السعودية -حُسب بشكل خاطئ وكارثي ويضر بمصالح أمريكا- تحول هذا الموقف إلى موقف معاكس تماماً طبيعي أن يصاحبه الارتباك والضبابية والحرج الشديد المفهوم لحفظ ماء وجه رئيس دولة هي الأقوى في العالم، وأن يكون هذا بالتدريج إلى أن يظهر بهذا الوضوح الوارد في التصريح الملغي لكل ما قيل سابقاً بهذا الصدد ويعاكسه تماماً”.

وتابع: “السعودية بلد كبير وعظيم بموقعه ومكانته الإسلامية والعربية وباقتصاد قوي يؤثر في العالم وهذا أمر لا ينكره إلا أحمق، والأهم أن الشعب متناغم ومتلاحم مع قادته ويدعمها في كل الأوقات في يسر وشدة”.

بن مساعد أردف: “وأثبتت الأحداث بفضل الله أن هذه العلاقة لا يمكن اللعب بها أو التأثير عليها رغم المحاولات التي لم تكل ولا تمل لعقود لإفساد هذه اللحمة الحقيقية، وأمريكا بلد عظيم وكبير وعلاقته بالسعودية تاريخية تعود على ثمانية عقود منذ لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت ومن يومها إلى الآن مرت العلاقات بصعود وهبوط، ولكن الثابت فيها أن العلاقة بينهما استراتيجية ومفيدة لمصالح كليهما ولا غنى عنها للبلدين والحقيقة أن البلدين يحتاجان بعضهما البعض ولكن حاجة أمريكا حالياً للسعودية أكبر بكثير من حاجة السعودية لها حالياً”.

يذكر أن الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت التقى بالملك عبد العزيز بن سعود على متن البارجة الأمريكية “كوينسي” في قناة السويس في يوم 14 فبراير 1945.

وتوصل الملك عبد العزيز وروزفلت لاتفاق عُرف بـ”اتفاق كوينسي” ونص على 4 بنود، أبرزها أن توفر أمريكا الحماية غير المشروطة لآل السعود والمملكة بشكل عام مقابل ضمان الرياض إعطاء الحصة الأكبر من إمدادات الطاقة لأمريكا.

الأمير السعودي يوجه رسالة لبايدن

الأمير السعودي أضاف: “وأقول للسيد بايدن نرحب بوصولك لنا ووصولك إلى قناعتك الحالية الصحيحة بوجوب تعزيز العلاقات مع السعودية. هذه القناعة وإن تأخرت قليلاً لأسباب ذكرتها آنفاً فالمهم أنها أتت ورسخت وكما قيل أن تصل متأخراً أفضل -لمصالحك- كم أن لا تأتي أبداً”.

وزاد: “وأقول للسيد بايدن وغيره من قادة العالم السعودية بلد كبير يستحيل تجاهله أو نبذه وتكلفة هذا من كل النواحي لا يمكن لأحد تحملها، والسعودية تقدر صداقة أمريكا وحجمها وتأثيرها حق التقدير ولا تقبل إلا أن تكون العلاقة بين الأصدقاء ندية وقد جرب آخرون ألا يتعاملوا كذلك وكانت النتيجة ليست في صالح بلادهم أبداً والأمثلة موجودة ولا تحتاج لسرد. إن أتى بايدن للسعودية سيجتمع مع ملكنا وسيجتمع مع ولي العهد حفظهما الله، وآمل أن ينتج عن هذا ما صرح به بايدن وهو تعزيز الشراكة الأمريكية السعودية”.

وخلص الأمير قائلاً: “ما أنا متأكد منه أن السعودية ستقدم للصديق الأمريكي ما يعزز الشراكة بين البلدين إذا أرادت قيادتنا ذلك ووفق ما يخدم المصالح السعودية والمصالح الأمريكية، وإن رأت فيما يطلبه الأصدقاء الأمريكيين أمر يتعارض مع مصلحة السعودية فسيسمع السيد بايدن كلمة (لا) وأسبابها بوضوح شديد وباحترام وندية كما يحدث بين الأصدقاء.

الخلاصة: الزيارة المرحب بها هي لصالح أمريكا بالقطع لإصلاح ما أفسده تقدير خاطئ ولأن العالم لا يستطيع تجاهل ثقل السعودية وتأثيره فهو في أشد الحاجة إليه دائماً وأبداً وتحديداً الآن.

ختاماً للسعوديين: بلدكم بلد عظيم وكريم وقوي بالله أولاً ثم بكم مع حكامكم وأنتم شعب عظيم يغبط عليه حكامه ولكم حكام عظام يغبط عليهم شعبهم، فالحمد لله على نعمة السعودية وعلى الشعب السعودي الكريم وعلى سلمان ومحمد والإسمان لعمري لا يضاف لها لقب”.

بايدن يكشف سر زيارته للسعودية

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في وقتٍ متأخر من مساء أمس السبت، مقالاً للرئيس الأمريكي جو بايدن، حمل عنوان “لماذا سأذهب إلى السعودية؟” وذلك قبل أيام على الزيارة المتوقع إجراؤها منتصف شهر يوليو/تموز الجاري.

وقال الرئيس الأمريكي في مقال الرأي إن هدفه هو “إعادة توجيه العلاقات وليس قطعها، مع دولة تعد شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة منذ 80 عاماً”.

وأوضح أن السلطات السعودية تعمل مع الإدارة الأمريكية لزيادة إمدادات النفط إلى السوق العالمية وخفض أسعار النفط.

وأضاف: “وظيفتي كرئيس هي الحفاظ على بلدنا قوياً وآمناً. نحن بحاجة لمواجهة العدوان الروسي، وأن نكون في أفضل وضع للفوز بالمنافسة مع الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة مهمة من العالم”.

وتابع: “للقيام بذلك، نحتاج إلى التفاعل مباشرة مع الدول التي يمكن أن تؤثر على نتائج مثل هذا العمل، والمملكة العربية السعودية إحداها”.

الرئيس الأمريكي أوضح أن الغرض من الاجتماع المقرر عقده يوم الجمعة القادم، مع القادة السعوديين هو تعزيز وتطوير “شراكة استراتيجية تقوم على المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع الحفاظ على الالتزام بالقيم الأمريكية الأساسية”.

وكان البيت الأبيض أعلن شهر يونيو/حزيران الماضي، أن بايدن سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسيشارك في قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تترأس دورتها المملكة.

وقال في بيان حينها، إن تلك الزيارة تم التحضير لها على أعلى مستوى وعلى مدى أشهر من قبل مسؤولين ودبلوماسيين كبار في الإدارة الأمريكية.

كما أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، أن الرئيس الأمريكي يثمن دعوة الملك سلمان، ودوره القيادي، ويتطلع إلى هذه الزيارة المهمة، وإلى دور السعودية كشريك استراتيجي على مدى ثمانية عقود.

يشار إلى أن بايدن سيلتقي خادم الحرمين الشريفين في جدة لمناقشة قضايا مهمة إقليمية ودولية، منها الجهود السعودية الأمريكية لإنهاء الحرب في اليمن، وتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني في المنطقة.

اقرأ أيضًا: بايدن يكشف سر زيارته للسعودية وهدفه منها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى