أخبار العالمسلايد رئيسي

أوروبا تحدد مصادر طاقة جديدة…ولأول مرّة الجزائر تزيح روسيا وتصبح ثاني أكبر مُصدِّر

بحثاً عن مصادر طاقة جديدة، يواصل ساسة أوروبا التواصل شرقاً وغرباً مع الدول المصدرة للطاقة، حاصدين تعهدات هنا ووعود هناك، في محاولة لرأب مكان الطاقة الروسية التي تتجه أوروبا لتخلي عنها تماماً عقاباً لموسكو “الطامعة” بالتوسع جغرافياً وعسكرياً بمواجهة الغرب عموماً.

أذربيجان تزيد طاقتها لأوروبا

وبدأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، زيارة إلى أذربيجان، اليوم الإثنين، التقت خلالها رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن التوصل لاتفاق مع أذربيجان على مضاعفة إمداداتها من الغاز للاتحاد الأوروبي.

وقالت فون دير لاين عبر تغريدة على حسابها في تويتر: “بالاتفاق الذي توصلنا إليه اليوم، نلتزم بتوسيع ممر الغاز الجنوبي، لمضاعفة إمدادات الغاز من أذربيجان إلى الاتحاد الأوروبي”.

وأضافت: ” الاتحاد الأوروبي يتجه إلى موردي الطاقة الجديرين بالثقة وأذربيجان واحدة منهم”، بينما أعلن علييف أن أذربيجان تخطط لزيادة إمدادات الغاز لأوروبا إلى 12 مليار متر مكعب في عام 2023.

وحسب إحصائيات من وكالة الطاقة الدولية، ووزارة الطاقة الأذربيجانية، فإن إنتاج الأخيرة من الغاز الطبيعي، بلغ العام الفائت 43.9 مليار متر مكعب، صدرت منها 8.2 مليارات متر مكعب إلى أوروبا.

وذكر بيان صادر عن الحساب الرسمي للمفوضية على تويتر، إنه في ظل استخدام روسيا مصادر الطاقة كسلاح، فإن تنويع موارد استيراد الطاقة يشكل أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي”.

الرئيس الإماراتي بفرنسا

وتزامناً مع تحركات رئيسة المفوضية الأوروبية، فإن الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يجري زيارة روسية هي أول زيارة خارجية له كرئيس للدولة، إلى فرنسا، التقى خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

اقرأ أيضاً|| عقب زيارة بايدن..رئيس الإمارات إلى باريس لبحث بدائل الطاقة الروسية

ونقلت وكالة فرانس برس عن مستشار رئاسي في الاليزيه قوله: إنّ أحد أهم البنود خلال زيارة رئيس الإمارات هو “الإعلان عن ضمانات تقدّمها الإمارات بشأن كميات إمدادات المحروقات (الديزل فقط) لفرنسا”.

وأضاف المصدر أنّ “فرنسا تسعى إلى تنويع مصادر إمدادها على خلفية الصراع في أوكرانيا، وضمن هذا السياق يتم التفاوض على هذه الاتفاقية”، علما ان الإمارات لا تزود فرنسا بالديزل في الوقت الحالي.

كما سيتم توقيع مذكرات تفاهم وعقود في مجال الطاقة والنقل ومعالجة النفايات خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، بحسب الوكالة.

وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن زيارة بن زايد إلى فرنسا تشمل عقد مجلس أعمال فرنسي إماراتي، برئاسة باتريك بوياني الرئيس التنفيذي لشركة “توتال” (Total)، ورئيس شركة النفط الإماراتية (أدنوك) سلطان الجابر؛ حيث سيتم التوقيع على اتفاقيات مختلفة في قطاعات الطاقة والنقل ومعالجة النفايات، كما سيتم وضع شراكة طاقة إستراتيجية عالمية على المسار الصحيح، من أجل تحديد المشاريع الاستثمارية المشتركة في مجال الطاقة النووية وتقليل الكربون.

اقرأ أيضاً|| بعد تعهد سعودي.. أسعار النفط تعود إلى ما قبل حرب أوكرانيا مع مغادرة بايدن
 

الجزائر ثاني أكبر مصدري الغاز لأوروبا

ونقلت وسائل إعلام عن خبير الغاز في منظمة الأقطار العربية المصدر للنفط “أوابك” وائل حامد عبد المعطي، قوله: إنه لأول مرة تتراجع روسيا إلى المرتبة الثالثة خلف الجزائر، في قائمة أكبر مورد للغاز عبر الأنابيب إلى أوروبا بسبب توقفات خط نورد ستريم 1″.

وكانت شركة غازبروم الروسية أشارت إلى أنها خفضت السعة على طول خط أنابيب نورد ستريم 1 من روسيا لأوروبا إلى 40  بالمئة فقط من المستويات المعتادة الشهر الماضي، مرجعة السبب إلى تأخير إعادة توربينات الغاز من كندا.

وأضاف: إن التقديرات الحالية لصادرات الغاز إلى أوروبا تتصدرها النرويج بـ 300 مليون متر مكعب يوميًا (أقل بنحو 10 بالمائة عن الطاقة الاعتيادية).

وأوضح خبير الغاز في أوابك أن الجزائر احتلت المرتبة الثانية بنحو 90 مليون متر مكعب يوميًا، في حين تراجعت روسيا إلى المرتبة الثالثة بنحو 80 مليون متر مكعب يوميًا.

وكانت روسيا بدأت ما قالت إنه عمليات صيانة على خط نقل الغاز إلى أوروبا منذ العاشر من الشهر الجاري، فيما يتوقع أن تستمر إلى 21 من الشهر نفسه.

مصادر طاقة جديدة

وتفاوض أوروبا العديد من الدول أبرزها إلى جانب أذربيجان والجزائر والإمارات، كان قطر أحد أبرز موردي الغاز بالعالم، إضافة إلى دول إفريقية مثل نيجيريا، وإسرائيل بالشرق الأوسط، إلى جانب محاولة إقناع دول نفطية من حلف روسيا لرفع إنتاج النفط مقابل تخفيض بعض العقوبات مثل إيران وفنزويلا.

ورغم أن أمريكا تعبر من أكبر موردي الطاقة إلى أوروبا، إلا أنّ التهديد الروسي بقطع الغاز عن القارة الأوربية حعل دولها يبحثون عن حلول عاجلة قبل حلول فصل الشتاء حيث يزداد فيه الطلب على الطاقة.

من جانبها حثت وكالة الطاقة الدولية دول أوروبا المعتمدة على الغاز الروسي، للعودة لاستخدام الفحم كوقود لتوليد الطاقة مبررة هذا التوجه، لضخامة أزمة الغاز المتصاعدة.

وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن الإجراءات الطارئة التي اتخذتها الدول الأوروبية لخفض الطلب على الغاز الروسي، مثل تشغيل محطات الطاقة القديمة التي تعمل بالفحم، تبررها حجم الأزمة على الرغم من المخاوف من زيادة انبعاثات الكربون.

وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أوروبا يجب أن تستعد على الفور لإغلاق كامل لصادرات الغاز الروسي هذا الشتاء، وحثت الحكومات على اتخاذ إجراءات لخفض الطلب والإبقاء على محطات الطاقة النووية القديمة مفتوحة.

وحذت السويد والدنمارك حذو ألمانيا والنمسا وهولندا يوم الثلاثاء في الإعلان عن المرحلة الأولى من خطط الطوارئ للحفاظ على إمدادات الغاز، لكن أياً من تلك الخطط الوطنية لم تتضمن حتى الآن التقنين.

وخفضت أوروبا اعتمادها على الغاز الروسي إلى حوالي 20 % من إجمالي الإمدادات منذ غزو أوكرانيا، من حوالي 40 % من قبل، لكنها استفادت بالفعل من معظم الخيارات لتنويع إمداداتها مثل الشحنات البحرية من الغاز الطبيعي المسال.

أوروبا تحدد مصادر طاقة جديدة
أوروبا تحدد مصادر طاقة جديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى