السيسي من ألمانيا يُحذّر من تهديد وجودي لدول العالم وخبير يرد: ربما فات الآوان

يرأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فعاليات “حوار بطرسبرغ للمناخ” المنعقد حالياً في برلين، بالمشاركة مع المستشار الألماني أولاف شولتز، تمهيداً لمؤتمر المناخ العالمي “كوب 27” المزمع عقده في شرم الشيخ. كما يبحث السيسي في زيارته إلى ألمانيا التي تمتد ليومين تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

والتقى السيسي صباح الإثنين بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في القصر الرئاسي في برلين. وأعرب الرئيس المصري عن حفاوة الاستقبال الألماني وأشاد بعلاقات الصداقة الممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، أن الرئيس السيسي أعرب عن تطلع مصر لتعميق وتعزيز العلاقة مع ألمانيا لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، خاصة أن ألمانيا تُعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، والفرصة كبيرة حالياً للتواجد في السوق المصرية والاستفادة من البنية التحتية الحديثة وتحسن مناخ أداء الأعمال.

من جانبه، رحب الرئيس الألماني بالرئيس السيسي معرباً عن تقدير ألمانيا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين.

وبحسب الرئاسة المصرية، أشاد الرئيس الألماني بالمشروعات القومية التنموية مؤكداً حرص ألمانيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

وتناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تطورات الأزمة الأوكرانية، فضلاً عن الأزمتين الليبية واليمنية، وكذلك القضية الفلسطينية، التي توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل وفقاً لأحكام المرجعيات الدولية.

السيسي يتحدث عن تهديد وجودي

وفيما يتعلق بحوار بطرسبرغ للمناخ المنعقد حالياً في برلين، قال السيسي في جلسة رفيعة المستوى على هامش الحوار، إن كافة التقديرات والتقارير العلمية تؤكد بشكل واضح، أن تغير المناخ بات يمثل تهديداً وجودياً للكثير من الدول والمجتمعات على مستوى العالم.

وأضاف أن ما تشهده القارة الأوروبية هذه الأيام من موجة حارة، خير دليل على صحة ودقة هذه التقديرات المتعلقة بتغير المناخ، “هذا يجب أن يدفعنا جميعاً إلى تكثيف العمل المطلوب، خاصة وأن الأطراف أجمعت كافة على أن الأولوية خلال المرحلة المقبلة، هي تنفيذ اتفاق باريس، وتحويل المساهمات المحددة وطنياً إلى واقع فعلي، في إطار المبادئ الدولية الحاكمة لعمل المناخ الدولي، وفي مقدمتها الإنصاف والمسؤولية المشتركة متباينة الأعباء والقدرات المتفاوتة للدول”.

وتابع السيسي أن “جانباً رئيسياً من جهد الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف ينصب في الوقت الراهن، على جعل قمة المناخ العالمية نقطة فارقة على صعيد عمل المناخ الدولي.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن نحو 40 دولة لبحث كيفية المضي قدماً في مكافحة التغير المناخي. ويعد المؤتمر الحالي تمهيد لمؤتمر المناخ العالمي “كوب 27” المزمع عقده في مدينة شرم الشيخ المصرية أوائل تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ويدور حوار المناخ حول ردّات الفعل على أزمات شديدة التعقيد وهي التغييرات المناخية، ومشاكل إمدادات الطاقة بسبب حرب أوكرانيا ونقص الغذاء في مناطق حول العالم. وتسبب أزمات الديون في بعض الدول النامية عاملاً إضافياً في إعاقة قدرة هذه الدول على التعامل مع هذه الأزمات.

تحذيرات قبل المؤتمر

وقبيل انطلاق أعمال المؤتمر، حذر خبير ألماني في مجال الأرصاد من أن الوقت قد نفد بالفعل أمام محاولات الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لترتفع بواقع 5,1 درجة كحد أقصى مقارنة بما قبل الثورة الصناعية.

مواضيع ذات صِلة : التغيرات المناخية العالمية تهدد منطقة مصرية بالغرق بشكل كامل.. ووزير الري يطلق تحذيراً عاجلاً

وقال الخبير والباحث في مجال المناخ مجيب لطيف لمجموعة “بايرن” الإعلامية اليوم، “بالنظر إلى المعدلات الحالية لانبعاثات غازات الدفيئة، سنتجاوز هذا المستوى خلال أقل من عشر سنوات”، وأضاف، “إذا ما نظرنا إلى ما يفعله الساسة في أنحاء العالم حاليًا، فنحن في سبيلنا إلى تسجيل أكثر إلى 3 درجات.. إننا نقترب من النقطة التي يتعين على المرء أن يقر فيها بأنه قد فات الأوان”.

شاهد أيضاً : حرائق إسبانيا تزداد شراسة واتساعاً وتحذيرات من مخاطرها