اخبار العالم العربيسلايد رئيسي

أول زيارة لأوروبا منذ 2018.. بن سلمان اختار اليونان رغم تهدئة الرياض مع أنقرة

في أول زيارة له لدولة أوروبية منذ 2018، اختار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليونان وجهة له لبحث تسريع التعاون العسكري بين البلدين، وذلك بعد مرحلة تعاون جديدة بدأها بن سلمان مع أنقرة التي لها تاريخ من العلاقات المتوترة مع جارتها أثينا.

بن سلمان يزور اليونان

وتبدأ زيارة بن سلمان يوم غد الثلاثاء وتستمر ليومين، حيث سيلتقي رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في مقر رئاسة مجلس الوزراء بقصر مكسيم، وسيعقدان مساء اليوم نفسه محادثات موسعة يعقبها توقيع عدّة اتفاقيات بين البلدين.

ويشير جدول أعمال الزيارة إلى أن المحادثات ستتركز على تطورات الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها العالمية خصوصاً على صعيد الطاقة والغذاء، ومسار مفاوضات الملف النووي والجهود المبذولة لتمديد الهدنة الإنسانية في اليمن للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، وتكثيف التعاون في مكافحة الجريمة والإرهاب الدولي بجميع أشكاله.

وتأتي زيارة بن سلمان لليونان بعد نحو شهر من زيارته أنقرة، التي تسود علاقتها باليونان توترات متصاعدة، وقد استُقبل استقبالاً حافلاً طوى صفحة أزمة حادة استمرت ثلاث سنوات ونصف السنة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول.

والعلاقات بين تركيا واليونان تسير بمسار متقلب منذ أعوام بسبب مشكلات تاريخية عميقة الجذور، من أبرزها رغبة اليونان بزيادة مياهها الإقليمية، والتوتر الناجم عن البحث عن الموارد في شرق البحر المتوسط وكذلك النزاع بشأن وضع قبرص والجزر المسلحة ببحر إيجه، تضاف إلى ذلك مشكلات المهاجرين وإنشاء الولايات المتحدة قواعد في اليونان ومحاولة اليونان تعطيل ميزان القوة الجوية مع تركيا من خلال شراء طائرات جديدة.

الطاقة والتعاون العسكري أبرز مجالات التعاون

وفي زيارة ولي العهد السعودي إلى جارة تركيا الأوروبية، كشف مصدر دبلوماسي في السفارة اليونانية في الرياض أن الاتفاقيات بين البلدين ستشمل مجالات عديدة من أبرزها الطاقة والتعاون العسكري والنقل البحري التي وافق مجلس الوزراء السعودي عليها مطلع الشهر الجاري، إضافة إلى مد كابل بحري يربط أوروبا بآسيا حيث تقوم شركة مينا هاب بتطوير ممر البيانات من الشرق إلى المتوسط المملوك لشركة الاتصالات السعودية وشركة “تي تي إس إيه” اليونانية للاتصالات وتطبيقات الأقمار الصناعية.

وبحسب المصدر فإن هناك رغبة مشتركة لدى البلدين بتوسيع حجم التعاون العسكري خاصة بعد قرار أثينا في سبتمبر/أيلول 2021 إرسال منظومة صواريخ “باتريوت” إلى السعودية على سبيل الإعارة وقوات يونانية محدودة تابعة للجناح القتالي 114 يبلغ عددها 120 جندياً بموجب اتفاق جرى توقيعه بين البلدين في أبريل/نيسان 2021 للعمل على هذه المعدات تزامناً مع سحب الولايات المتحدة أنظمة صواريخ ومعدات وجنود من المملكة ومناطق بالشرق الأوسط.

والمحادثات حول توفير أثينا نظام دفاع جوي للرياض بدأت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، بعد شهر من استهداف منشآت تابعة لشركة “أرامكو” في منطقتي بقيق وخريص في المنطقة الشرقية السعودية وانطلقت “إما من الأراضي الإيرانية أو العراقية” وفقاً للمتحدث العسكري باسم التحالف آنذاك.

ومسألة تسريع التعاون التقني والصناعات العسكرية ستكون على رأس محادثات يوم غد بين الجانبين، وتأتي في إطار تحقيق رؤية 2030 في المملكة.

أثر الزيارة على أنقرة

وعن مدى تأثير هذه المحادثات على العلاقات السعودية التركية، استبعدت مصادر دبلوماسية في الرياض أن تنعكس الزيارة سلباً على العلاقات “الآخذة في التحسن مؤخراً” بعد زيارة ولي العهد السعودي لأنقرة وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية، في ظل استمرار التوتر بين أثينا وأنقرة.

ورأت المصادر أن السياسة السعودية التي يرسمها بن سلمان “لا تهدف إلى استعداء أحد أو الاصطفاف إلى جانب ضد آخر لكنها تأتي في إطار تنويع خارطة حلفائها في المنطقة وتصب في اتجاه واحد ذي عنوان واحد هو السعودية أولاً”.

مواضيع ذات صِلة : لا “خاشقجي” ولا “الفتنة”.. خبايا ما فعله بن سلمان لوضع يد العرب بيد تركيا قبل زيارة بايدن!

وتستثمر 14 شركة يونانية في أسواق المملكة في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والسياحة والصناعة والتشييد والبناء والتمويل والتأمين والاتصالات وتقنية المعلومات، وبحسب بيانات صادرة عن الاستثمار السعودية، فإن استراتيجية الاستثمار الوطنية ستطلق الفرص للاستثمار المباشر بقيمة 3 تريليونات يورو.

شاهد أيضاً : ردة فعل مسن يمني بعد توجيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باستضافته لأداء العمرة

أول زيارة لأوروبا منذ 2018.. بن سلمان اختار اليونان رغم تهدئة الرياض مع أنقرة
أول زيارة لأوروبا منذ 2018.. بن سلمان اختار اليونان رغم تهدئة الرياض مع أنقرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى