أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يثير جدلاً بـ3 دول بدعوته “الزحف على الجزائر”

أثارت تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، حول قضية الصحراء الغربية، الجدل في الجزائر وموريتانيا، واستدعت ردود أفعال عديدة على الأمر.

تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

وخلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى وسائل الإعلام، تحدث الريسوني عن “استعداد المغاربة والعلماء والدعاة في المغرب للجهاد بالمال والنفس (…) والزحف بالملايين إلى مدينة تندوف الجزائرية”.

وأضاف أن “وجود موريتانيا خطأ”، داعيًا في السياق ذاته إلى عودة المغرب لحدوده ما قبل الغزو الأوروبي.

وأطلق تصريحات وصفها بعض الأطراف في الجزائر بأنها “خطيرة وغير مسؤولة”، رغم أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أكد أنه لا يتحمل تبعات التصريحات.

ووصفت وسائل إعلام جزائرية، تصريحاته بـ”السقطة غير المسبوقة، التي أثارت غضب الأحزاب الإسلامية في الجزائر، الموالية لتيار الإخوان المسلمين”.

من جانبه رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، عبّر عن “استيائه من التصريحات المثيرة للفتن بين الشعوب”.

واعتبرت حركة البناء أن “تصريحات الريسوني صدمت مشاعر الجزائريين، وكثير من شعوب المنطقة المغاربية كالموريتانيين والصحراويين. بخطابه المتعالي، وأسلوبه الاستهتاري المثير وغير المسؤول والمتطاول على سيادة الدول وكرامة شعوبها”.

وندد التجمع الوطني الديمقراطي بـ”التصريحات الحقودة والتحريضية” التي أطلقها الريسوني “بحق الجزائر والشعوب المغاربية”.

اقرأ أيضاً|| ملك المغرب يوجّه رسالة هامة إلى الجزائر.. ومشروع “غاز جبيلات” يثير غضب المغاربة

غضب في موريتانيا

وهيمنت ردود الفعل الغاضبة على نقاشات الموريتانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب الوزير السابق والسياسي سيدي محمد ولد محم: “ما ورد على لسان الريسوني أمر لا يستحق الرد في مضامينه، لكون الرجل لا يمثل وزنا رسميا أو اعتباريا مهما في المغرب”.

وأضاف ولد محم أن “وجود موريتانيا يشكل حقيقة تاريخية”، مشيرًا إلى أنه أيضًا “حقيقة قائمة اليوم على الأرض بحكم الشرعية الدولية وجهود أبنائها وتضحياتهم، ولا نستجدي في ذلك اعترافاً من أي كان”، على حد تعبيره.

وشدد على أنه “مهما كان فإن علاقات الأخوة مع المغرب الرسمي والشعبي ستظل أقوى، ولن تنال منها هذه “الريسونيات” كما لم تنل منها من قبل أوهام علال الفاسي أو تخاريف شباط”، حسب وصفه.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتبرأ

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي،  قال: “لا يتحمل الاتحاد تبعات تصريحات الشيخ الدكتور الريسوني وهو رئيس الاتحاد”.

وأوضح: “للأمانة إن الشيخ الدكتور أحمد الريسوني لم يقل: هذا رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.

وأضاف أن “الاتحاد له دستوره الذي ينص على أن المقابلات والمقالات للرئيس أو الأمين العام لا تمثل الاتحاد، وإنما تسند إلى قائلها فقط”.

اقرأ أيضاً|| رسالة تؤجج الصراع بين الجزائر والمغرب.. ما مضمونها ولمن وجهت؟

وتابع أن “ما تفضل به (…) الريسوني في هذه المقابلة أو في غيرها حول الصحراء هذا رأيه الخاص قبل الرئاسة، وله الحق في أن يعبر عن رأيه الشخصي مع كامل الاحترام والتقدير له ولغيره، ولكنه ليس رأي الاتحاد”.

تنديد بالمغرب

ونقلت صحيفة “هسبريس” المغربية، عن الباحث في العلاقات الدولية المغربي محمد شقير قوله إن تصريحات الريسوني “تنم عن غياب النضج السياسي وانعدام الحس الدبلوماسي لديه، بالنظر إلى تكوينه الفقهي، وبالتالي، ما قاله يلزمه بشكل شخصي”.

وأضاف شقير أن “الريسوني لم يستوعب اللحظة السياسية أثناء الإدلاء بذلك التصريح الإعلامي، لا سيما في ظل التقارب السياسي غير المسبوق بين المغرب وموريتانيا إزاء ملفات مختلفة”، معتبرًا أنه يفتقد إلى “التكوين السياسي والدبلوماسي”.

من هو الريسوني

هو أحمد عبد السلام الريسوني، من مواليد 1953، حصل على الإجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة القرويين بفاس عام 1978، ثم شهادة الدكتوراه من جامعة محمد الخامس عام 1992، كما ترأس حركة التوحيد والإصلاح في الفترة من 1996 وحتى 2003.

ويرأس الريسوني الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ نوفمبر 2018 حين انتخب خلفًا ليوسف القرضاوي، وذلك بصفته عضوًا مؤسسا للاتحاد العالمي، الذي يوجد مقره في الدوحة بقطر، ويوصف بأنه تجمع لعلماء محسوبين على حركة الإخوان المسلمين.

ورغم تعدد ردود الأفعال على تصريحات الريسوني في كل من موريتانيا والجزائر والمغرب، الرافضة للتصريحات، إلا أن أي تصريح رسمي لم يصدر من البلدان الثلاث.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى