اخبار سوريا

كيف غيّر الأسد معالم مسجد خالد بن الوليد الأثري في حمص ؟!

بعد مرور أربع سنواتٍ وستة أشهر على خروج ثوار مدينة حمص القديمة إلى ريفها الشمالي ثمّ مؤخرًا تهجيرهم إلى الشمال السوري، لا يزال حي “الخالدية” مهمشًا من قبل نظام الأسد، كما أنّ مساجده وأبرزها مسجد “خالد بن الوليد” الذي يُعد رمزًا من رموز المدينة من خلال شكل قبابه ومآذنه، وبات رمز الثورة والمظاهرات الشعبيّة، لم يُرفع بها أذان بعد، وذلك بسبب الدمار الحاصل بها جرّاء قصف النظام الذي بدأ بترميم المسجد الأثري إلّا أنّه غيّر الكثير من الشكل الجمالي والمعماري ومادة البناء له.

وقال الدكتور “حسام الدين الحزوري” عبر صفحته في فيس بوك: إنَّ التغييرات في بناء المسجد تمثّلت أولًا: في صحن المسجد الذي مسقطه مستطيل وتُطلّ عليه أروقة حجرية أقواسها مدببة مطليّة ومبنيّة بالحجر الأبيض والأسود؛ أمّا في الترميم الأخير فقد استبدل الحجر بمادة الرخام أو السيراميك حسب الصور الواصلة من حمص حديثًا.

ثانيًا: ضريح الصحابي خالد بن الوليد، ويُشار إلى تابوت أثري نفيس جدًا من الخشب المحفور المزدان بالألوان كان يحيط بهذا الضريح، والذي قدّمه الظاهر بيبرس في حدود عام 1267م، وقد أصلح هذا التابوت مؤخرًا في المعمل الفنّي التابع للمديرية العامة للآثار والمتاحف، وأنقذ من التلف، وبُنيَ بدلًا من قبر جديد داخل غرفة، وهي ذات قُبة فيها ضريحين الواحد يضم الصحابي خالد بن الوليد والآخر يضم نجله عبد الرحمن، بينما في الترميم الجديد للضريح، فقد استعمل فيه الحجر والرخام، وتم إزالة كل معالم الضريح السابق وفق الصور الموضحة في المنشور.

وأوضح “الحزوري” وهو أستاذ مشارك في كلية الشريعة، قسم التاريخ، في جامعة أم القرى السعوديّة؛ أنَّ البناء الأول للمسجد كان في عام 664ه-1266 م، على يدّ القائد الفاتح “الظاهر بيبرس” عندما كان ذاهبًا باتجاه بلاد سيس وما حولها، ويظهر ذلك كتابات على لوحتين خشبيتين مؤرختين بشهر ذي الحجة عام 664ه/1266م، والكتابة الثانية التي سُجلت على حشوة خشبية فهي مؤلفة من خمسة أسطر نصّها:
” بسم الله .. أمر بإنشائه على ضريح سيف الله و صاحب رسول الله خالد بن الوليد رضي الله عنه مولانا السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين ..”، ثمَّ تم البناء الثاني الحالي بأمر من السلطان العثماني “عبد الحميد الثاني” في نهاية القرن التاسع عشر، والذي أصدر فرمانًا في الفترة الواقعة بين عامي 1312-1317ه/ 1895-1900 بتكليف السيد “عبد الحميد بن سليم باشا الدروبي” رئيس بلدية حمص بالإشراف على مراحل البناء وإنجاز ما يلزم.

يُذكر أنَّ المسجد يقع في المنطقة العقارية الخامسة رقم /88/ في حي الخالدية، المساحة /4399/ م2، و التي كانت في الأصل قرية خارج سور مدينة حمص القديمة، و تبعد نحو ميل عن المدينة. والسؤال الذي يطرح نفسه ما الهدف من كل هذه التغييرات، وأين المسؤولين والمهتمين من أبناء حمص المتواجدين فيها، و كيف سمحوا بتمرير ترميم كهذا ؟!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى