رحل أسطورة المصارعة الحرة، السياسي الياباني محمد حسين إينوكي (أنطونيو إينوكي سابقا) يوم أمس السبت، عن عمر ناهز 79 عامًا.

وفاة محمد حسين إينوكي

وذكرت صحيفة “الغارديان” أن إينوكي توفي بعد معاناة طويلة مع مرض نادر يسمى “الداء النشواني”.

وكان المصارع الذي اعتنق الإسلام في عام 1990، يتمتع بشعبية كبيرة في العالم الإسلامي خصوصا في باكستان، ففي عام 1976، تحدى إينوكي المصارع الباكستاني أكرم الملقب بـ “أكي” وعندما جاء إلى باكستان من أجل المواجهة، فوجئ برؤية ما يقرب من 50000 متفرج يحضرون الحدث في استاد كراتشي الوطني.

عاد إينوكي إلى باكستان في عام 2013 مرة أخرى كجزء من احتفالات النوايا الحسنة بمرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية الباكستانية اليابانية.

كما كان إينوكي أول من دخل السياسة من المصارعين حول العالم، روج للسلام من خلال الرياضة وقام بأكثر من 30 رحلة إلى كوريا الشمالية خلال فترة عمله كمشرع على أمل تحقيق السلام والصداقة.

واجه محمد علي كلاي

في 26 يونيو/ حزيران عام 1976، خاض إينوكي نزالا مع بطل العالم في الملاكمة وقتئذ محمد علي كلاي في مباراة “مصارع مقابل الملاكم” في قاعة بودوكان في طوكيو، وحاول خلالها إينوكي، إثبات أن المصارعة المحترفة كانت أعظم أشكال فنون الدفاع عن النفس. وطغى على اللقاء مشهد إينوكي مستلقيا على ظهره وهو يركل ساق كلاي في مشهد غير معتاد بنزالات الملاكمة.

وبعد 15 جولة، سدد كلاي خلالها أكثر من 10 لكمات أعلن انتهاء المباراة بينهما بالتعادل. وصفها كلاي بأنه “مباراة القرن” والتقطت شركات رياضية أميركية الفكرة لتؤسس مباريات مختلطة بين مصارعين وملاكمين درت عليها أرباح بملايين الدولارات وما تزال مستمر حتى الآن.

لقاء مع صدام حسين

دخل محمد حسين إينوكي عالم السياسة، عام 1989 وهو لا يزال مصارعا نشطا، وفاز بمقعد في مجلس الشيوخ بالبرلمان الياباني عن حزب “الرياضة والسلام” الخاص به.

في عام 1990، سافر إينوكي إلى العراق في “مهمة دبلوماسية غير رسمية ” وتفاوض بنجاح مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للإفراج عن الرهائن اليابانيين الـ 41 قبل اندلاع حرب الخليج الأولى. ونظم بنفسه بطولة مصارعة في العراق بهدف تحريرهم وهو ما تحقق بالفعل. وأثناء وجوده في العراق زار مدينة كربلاء وأشهر إسلامه، واختار اسم الإسلامي محمد حسين إينوكي.

ويذكر أن إينوكي ولد عام 1943 في عائلة ثرية في يوكوهاما جنوب العاصمة طوكيو، وكان الابن قبل الأخير بين أشقائه السبعة، وتوفي والده وهو رجل أعمال وسياسي وهو في الخامسة من عمره وهو السن الذي بدأ يتعلم فيه الكاراتيه من أخيه.