حورات خاصة

الكوليرا في سوريا هل يتحول لجائحة؟.. “الصحة العالمية” تكشف لـ ستيب” ما جرى بعد لقائهم بالأسد

حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفشي الكوليرا في سوريا، وتحوُل هذا المرض إلى جائحة، فيما أرسلت المنظمة مديرها الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، الدكتور أحمد المنظري، إلى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد وبحثا خطورة المرض وقدرة مؤسسات الحكومة السورية على مجابهته.

 

الكوليرا في سوريا

وبحسب تقارير ومعلومات متعددة فقد سُجّل في سوريا نحو 63 حالة وفاة وأكثر من 800 إصابة في عموم المحافظات السورية.

 

ونقلت وسائل إعلام عن رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بالكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي، فيليب باربوسا، قوله: إن تفشي الكوليرا في سوريا منتشر في 10 محافظات وينتشر في جميع أنحاء البلاد.

 

ومن جانبه اعتبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن ارتفاع الإصابات بمرض الكوليرا في سوريا يتفاقم مع نقص المياه الحاد، بسبب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات والجفاف وتدمير البنى التحتية للمياه، ما زاد من اعتماد السوريين على مصادر مياه غير آمنة.

 

وأكد المتحدث أن المنظمات تحتاج فوراً إلى 34 مليون دولار للأشهر الثالثة المقبلة، لتغطية الاستجابة للصحة والماء والصرف الصحي بالبلاد.

 

هل نشهد جائحة جديدة؟

وكشف مسؤول في منظمة الصحة العالمية، فضّل عدم الكشف عن هويته، في حديث لوكالة ستيب الإخبارية، أنّ وزارة الصحة السورية أبلغت عن تفشي وباء الكوليرا في 11 محافظة هي (حلب والحسكة ودير الزور والرقة واللاذقية وحمص وحماة والسويداء ودرعا والقنيطرة ودمشق) اعتبارًا من 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2022، مشيراً إلى تسجيل 36 حالة وفاة و 524 حالة مؤكدة بشكل رسمي.

 

وأضاف المسؤول: في بداية تفشي الكوليرا في سوريا، كانت وزارة الصحة السورية تبلغ عن الحالات التي تم تأكيدها عن طريق اختبارات صحية. بينما حاليًا، يشمل الإبلاغ الحالات المؤكدة عن طريق كل من التشخيص الطبي والفحوصات السريعة.

 

وأوضح ذات المصدر أنه يمكن ربط مصدر العدوى بمياه الشرب من مصادر غير معالجة أو استهلاك أغذية ملوثة بسبب الري بمياه غير آمنة.

 

وأشار إلى أنّه في 22 أغسطس 2022، تم إخطار نظام الإنذار المبكر والإنذار والاستجابة (EWARS) بشأن حالة كوليرا مشتبه بها في مدينة حلب.

 

وبيّن أن الحالة المذكورة تتعلق بطفل يبلغ من العمر 9 سنوات أصيب بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف وتم نقله إلى المستشفى، وعلى إثر ذلك جمعت عينة براز وأرسلت إلى المختبر المرجعي بدمشق. وكانت النتائج إيجابية للكوليرا عن طريق اختبار الزرع واختبار التشخيص السريع.

 

وبدأت وزارة الصحة السورية على الفور التحقيق في حالات المخالطين وحالات الإسهال في المنطقة. ووجدت التحقيقات التي أجرتها فرق الاستجابة السريعة أن 6 مخالطين مصابين أيضًا بالإسهال، وكان أحد المخالطين مصابًا بإسهال شديد وهو (طفل يبلغ من العمر 12 عامًا) وتم نقله أيضًا إلى المستشفى. كما كان اختباره إيجابياً.

 

تعامل منظمة الصحة مع الحكومة السورية

 

وكشف المسؤول أنه يجري التعامل منذ التقرير الأولي للاشتباه في الإصابة بالكوليرا، مع منظمة الصحة العالمية عن كثب مع وزارة الصحة وشركاء صحيين آخرين لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشار العدوى.

 

ويقول: تواصل منظمة الصحة العالمية دعم خطة التأهب للطوارئ والاستجابة لها، مع التركيز الشديد على الأولويات الرئيسية التالية: (1) تعزيز الترصد لتحديد الحالات وتشخيصها وعلاجها؛ (2) تتبع الحالات المخالطة؛ (3) تعزيز القدرات الوطنية. و (4) ضمان تنفيذ التدابير الصحية من خلال تنفيذ استراتيجيات الاتصال بشأن المخاطر.

 

وحول البروتوكول المتبع، يضيف المسؤول: مباشرة بعد التأكيد المختبري لـ “ضمّة الكوليرا” بين الحالات المشتبه فيها، قامت منظمة الصحة العالمية بتفعيل مرحلة الاستجابة للوباء، بهدف الحد من مخاطر الانتقال بين جميع الأشخاص المعرضين للخطر بالإضافة إلى منع انتشار المرض إلى مناطق أخرى ومنع الوفيات من الحالات الحادة، لاسيما مصابي أعراض الإسهال المائي.

 

 ماذا بعد لقاء الأسد؟

 

الدكتور أحمد المنظري، مدير المكتب الإقليمي في الشرق الأوسط لمنظمة الصحة العالمية، التقى الرئيس السوري بشار الأسد، منتصف الشهر الفائت، وخلال اللقاء جرى الحديث عن تحسين واقع الاستجابة الصحية سواء من حيث مكافحة الأوبئة والأمراض، أو الدعم التقني بالتجهيزات والمعدات الطبية.

 

أما المسؤول في المنظمة فقد تحدث لوكالة ستيب الإخبارية قائلاً: إنه يتم التواصل بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السورية من أجل العمل بتعاون وثيق مع الشركاء الصحيين لتنسيق الأنشطة عبر جميع القطاعات المعنية، بما في ذلك المراقبة الوبائية؛ على مياه الصرف الصحي والنظافة؛ وتشخيص وعلاج الحالات المشتبه بها والمؤكدة؛ توفير الرعاية الوقائية لحالات الاتصال؛ وتعزيز تدابير احتواء المرض.

 

وأضاف: يتيح لنا نهج استجابة منظمة الصحة العالمية لكامل سوريا توفير المساعدة الصحية لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد باستخدام أفضل طريقة، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الانتماء السياسي.

مشدداً على أنهم “كمنظمة نقوم أيضًا بالتنسيق مع جميع مستويات الحكومة والأحزاب الحاكمة لتسهيل الوصول الذي نحتاجه لضمان عدم ترك أي سوري بدون علاج”، حسب وصفه.

 

ما هو مرض الكوليرا؟

 

الكوليرا عدوى إسهاليه حادة تتسبب فيها بكتيريا الضَّمَّة الكُوليريّة، وتنجم في أغلب الأحيان عن شرب مياه ملوثة أو تناول طعام ملوث.

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية تتسبب الكوليرا، كل عام، في وقوع ما يتراوح من 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة، وما يتراوح من 100 ألف إلى 120 ألف حالة وفاة.

 

وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية تقول: “لا تزال الكوليرا تمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة في الإقليم منذ وصول جائحة الكوليرا السابعة إلى أفريقيا في عام 1971، وقد واجه الإقليم فاشيات كبيرة منتظمة في السنوات الأخيرة”.

 

وتعتبر فترة حضانة هذه الجرثومة قصيرة جدًا إذ تتراوح بين 7 – 14 يومًا حيث تُفرز بعدها إلى الدورة الدموية لتصبح أكثر حدة، ولدى معظم المصابين بعدوى بكتيريا ضمة الكوليرا لا تتطور لديهم الأعراض على الإطلاق على الرغم من وجود البكتيريا في أجسامهم.

 

أما السبب الرئيس للوفاة بسبب وباء الكوليرا هو فقدان سوائل الجسم بواسطة الإفرازات من الأمعاء وبواسطة التقيؤ، حيث في معظم الحالات يبدأ مرض الكوليرا عادةً بصورة فجائية من غير ظهور أية علامات تحذير.

 

تشمل أبرز أعراض مرض الكوليرا ما يأتي:

 

  • سرعة وضعف دقات القلب.
  • فقدان مرونة الجلد أي لا يوجد قدرة على العودة إلى الوضع الأصلي بسرعة إذا تم قرصه.
  • الأغشية المخاطية الجافة بما في ذلك داخل الفم والحلق والأنف والجفون.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • العطش.
  • تشنجات العضلات.
  • تشنج الأطراف
  • تنفس سطحي وسريع.

 

ووسط مخاوف من تحوّل مرض الكوليرا في سوريا إلى جائحة جديدة، أكدت تقارير أنّ لبنان سجّل حالات جديدة بالمرض، ورغم التطمينات التي تصدر من حكومة النظام السوري ومنظمة الصحة العالمية تبقى خطورة تحوله إلى جائحة قائمة، لا سيما مع افتقار معظم المناطق السورية لخدمات الرعاية الصحية وتأمين النظافة العامة، حيث تواصل الحكومة السوريّة التذرع بـ”العقوبات” الغربية عليها، معتبرةً أنها السبب بعدم القدرة على تقديم الخدمات للأهالي.

 

الكوليرا في سوريا هل يتحول لجائحة؟.. "الصحة العالمية" تكشف لـ ستيب" ما جرى بعد لقائهم بالأسد
الكوليرا في سوريا هل يتحول لجائحة؟.. “الصحة العالمية” تكشف لـ ستيب” ما جرى بعد لقائهم بالأسد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى