بعد لقاء جمع رئيسي الاستخبارات الأمريكية والروسية في أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، إن أياً من البلدين لن يحاول استخدام الأسلحة النووية، فيما كشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، تفاصيل اللقاء.

أردوغان يعلق على لقاء رئيسي الاستخبارات الأمريكية والروسية

ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن أردوغان، قوله: “وفق المعلومات التي تلقيتها من مدير الاستخبارات التركي بشأن الولايات المتحدة وروسيا، لن يسعى أيّ من الجانبين إلى استخدام الأسلحة النووية”.

والتقى مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز ونظيره الروسي سيرغي ناريشكين، في بداية الأسبوع الجاري في العاصمة التركية أنقرة، حسبما أعلنت الرئاسة التركية.

وحذر مدير الاستخبارات الروسية من عواقب اللجوء إلى السلاح النووي الذي هدّدت روسيا باستخدامه في أوكرانيا، وفقاً للبيت الأبيض.

وكان البيت الأبيض قد أكد أنّ هذا الاجتماع “لا يتعلّق بأي نوع من أنواع المفاوضات وليس لمناقشة تسوية الحرب في أوكرانيا”.

موسكو تعلق على لقاء رئيسي الاستخبارات الأمريكية والروسية

في السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إنَّ اللقاء بين مدير المخابرات الخارجية الروسية ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في أنقرة “تم بطلب من واشنطن”.

وأضاف: “القضايا التي نوقشت هناك ذات طبيعة حساسة”، وفق ما نقلته وسائل إعلام روسية.

محادثات أمريكية روسية في القاهرة

على صعيدٍ متصل، أعلنت روسيا أنها ستجري محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة بالعاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة من 29 نوفمبر إلى 6 ديسمبر، بشأن “استئناف عمليات التفتيش على أسلحة نووية، بموجب معاهدة نيو ستارت”.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي: “ما زلنا على اتصال مع الأمريكيين على أسس أخرى، بما في ذلك ما يسمى باللجنة الاستشارية الثنائية حول معاهدة ستارت من 29 نوفمبر إلى 6 ديسمبر، وسيعقد الحدث في القاهرة”، وفق موقع وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي”.

وكان ريابكوف أوضح في تصريحات سابقة أن هناك محادثات بين موسكو وواشنطن في القاهرة، فيما اعتبر مسؤولون أمريكيون المحادثات “خطوة أولى لإحياء أجندات البلدين للحد من التسلح”.

وفي مارس/آذار 2020، وافقت الدولتان على وقف عمليات التفتيش المتبادلة بموجب معاهدة “نيو ستارت”، وهي آخر معاهدة متبقية بشأن الحد من الترسانة النووية الاستراتيجية في البلدين، بسبب جائحة فيروس كورونا.

ومنذ ذلك الحين أخفقت الدولتان في التوصل لاتفاق بشأن استئناف تلك العمليات.

هدف البيت الأبيض

من جهةٍ أخرى، نقلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنَّ المحادثات بين البلدين تكشف مدى رغبة الإدارة الأمريكية في التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن بعض قضايا السياسة الخارجية رغم فرض واشنطن عقوبات “مدمرة” على موسكو.

وأشار مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون مطلعون على الأمر للمجلة، إلى أن إحياء محادثات “نيو ستارت كان هدفاً للبيت الأبيض ووزارة الخارجية منذ بداية الصيف”، لافتين إلى أن واشنطن تعمل على تحديد موعد مع موسكو منذ أشهر.

وتأتي التطورات وسط تصاعد المخاوف من وقوع مواجهة نووية منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، بعد أن ذكّر بوتين العالم بحجم وقوة ترسانة موسكو وحذر من أنه مستعد لاستخدام كل الوسائل المتاحة لبلاده للحفاظ على “وحدة أراضيها”.