في تحولٍ مفاجئ.. تايوان تقدم عرضاً للصين وشي يغير من لهجته تجاه تايبيه
في تحولٍ مفاجئ في السياسة، عرضت رئيسة تايوان تساي إينغ وين، اليوم الأحد، على الصين تقديم المساعدة في التعامل مع زيادة حالات الإصابة بكوفيد19، كما دعت بكين إلى استئناف المحادثات المتوقفة منذ عام 2016، فيما غيّر شي من لهجته تجاه تايبيه.
تايوان تقدم عرضاً للصين
وقالت تساي، في رسالتها التقليدية بمناسبة العام الجديد، والتي ألقتها في المكتب الرئاسي، إن الجميع رأى الزيادة الكبيرة في عدد حالات الإصابة بكوفيد في الصين.
وأضافت: “ما دامت هناك حاجة وبالنظر إلى وضع الرعاية الإنسانية فنحن على استعداد لتقديم المساعدة اللازمة لمساعدة المزيد من الناس على التغلب على الجائحة والتمتع بعام جديد صحي وآمن”.
وتشاحنت تايوان والصين مراراً بشأن إجراءات كل منهما للسيطرة على انتشار كوفيد، فقد انتقدت بكين تايبيه بسبب إدارتها غير الفعالة للتعامل مع الجائحة بعد ارتفاع عدد الإصابات المحلية العام الماضي، في حين اتهمت تايوان الصين بالافتقار إلى الشفافية ومحاولة التدخل في إمدادات اللقاح لتايوان وهو ما نفته بكين.
وفي تطورٍ مفاجئ، بدأت الصين الشهر الماضي التخلي عن سياسة الإغلاق والاختبارات المكثفة التي وصفت بأنها الأكثر صرامة في العالم لاحتواء الجائحة، ويعني هذا التحول انتشار كوفيد19 على نحو كبير دون رادع.
تايوان تدعو الصين لاستئناف المحادثات
على صعيدٍ متصل، دعت رئيسة تايوان الصين إلى استئناف المحادثات المتوقفة منذ عام 2016، من أجل المحافظة على استقرار المنطقة، وذلك بالتزامن مع استمرار الأنشطة العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة.
وقالت تساي في خطابها: “الحرب ليست خياراً لحل المشكلات”، وحضّت على “تعزيز تنمية واستقرار المنطقة، وذلك من خلال الحوار والتعاون الذي يفضي إلى تحقيق الأمن”.
كما شددت على مسؤولية بكين وتايبيه في الحفاظ على استقرار مضيق تايوان، وعلى رغبتها في إجراء محادثات مع الصين والتوصل إلى سلام.
وأوضحت كذلك أن تايوان ستدافع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم، لافتةً إلى أن سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة، هم فقط من يمكنهم تقرير مستقبلهم.
واعتبرت أن المناورات العسكرية التي تنفذها القوات الصينية في مضيق تايـوان “لا تساعد على استقرار المنطقة”.
وبعد وقتٍ قصير من كلمة تساي، قالت وزارة الدفاع التايـوانية إنه خلال الساعات الـ24 الماضية عبرت 12 طائرة عسكرية صينية الخط الفاصل لمضيق تايـوان، والذي كان في السابق بمثابة منطقة عازلة غير رسمية بين الجانبين.
في المقابل، أشار الرئيس الصين شي جين بينغ في خطابه بمناسبة العام الجديد بإيجاز إلى تايـوان قائلاً إن الناس على جانبي مضيق تايـوان “أعضاء في عائلة واحدة”، ولم يشر إلى السعي لإخضاع الجزيرة تحت السيطرة الصينية.
وقطعت الصين محادثات رفيعة المستوى مع تايـوان بعد وصول تساي إلى السلطة عام 2016، إذ تعتبر الصين رئيسة تايوان شخصية مؤيدة للاستقلال.
وكثفت الصين ضغوطها الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية في الأعوام الماضية على تايـوان من أجل أن تقبل الخضوع للحكم الصيني، إذ تعتبر بكين الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
كما تنظر بكين باستياء إلى التقارب بين السلطات التايـوانية والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، في وقت تقدّم فيه واشنطن دعماً عسكرياً للجزيرة في وجه بكين منذ عدّة عقود.
وتنتهج واشنطن سياسة “الصين الواحدة”، والتي تعتبر أن تايـوان جزء من بر الصين الرئيسي، ولكنها تقيم علاقات قوية مع الجزيرة، كما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفاع عنها إذا حاولت الصين ضمها بالقوة.
