اختفاء أطفال اللاجئين.. بريطانيا تعترف رسمياً بعد لغز حيّرها
أثارت قضية اختفاء أطفال اللاجئين، جدلاً واسعاً في بريطانيا مؤخراً، بينما أعلنت الداخلية البريطانية عن معلوماتها حول اللغز الذي حيّرها منذ مدة طويلة.
قضية اختفاء أطفال اللاجئين تؤرّق بريطانيا
وقبل أيام فجّر تحقيق لمجلة ذا أوبزرفر” (The Observer) جدلاً حقوقياً وأمنياً، حيث ذكرت الجريدة أنها حصلت على معطيات تفيد بتعرض الأطفال من طالبي اللجوء إلى الاختطاف من أمام فنادق الاستقبال.
وحسب التحقيق فإن الأمر يتعلق بالأطفال الذي يصلون بريطانيا من دون مرافقة أحد الوالدين، ويتم وضعهم في فنادق إلى حين البت في طلبات لجوئهم.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الأمر يتعلق بعشرات أطفال اللاجئين الذين يختفون في ظروف غامضة، ونقلت عن شخص يعمل في أحد هذه الفنادق ومصدر آخر مهمته حماية أطفال اللاجئين، أن الأطفال يتم اقتيادهم في سيارات مجهولة من أمام الفنادق، ويختفون بعدها.
وقدّمت صحيفة “ذا أوبزرفر” رواية مخيفة لوضع الأطفال اللاجئين في فنادق الاستقبال في جنوب البلاد، بحديثها عن اختفاء العشرات، ووصف ما يحدث بأنه عملية “اختطاف،”، ما أثار تحرّك منظمات حقوقية عديدة.
اعتراف من الداخلية البريطانية
وبعد أن ظهر التحقيق إلى العلن وأثار موجة جدل، زاد الضغط على وزارة الداخلية البريطانية لمعرفة تفاصيل الحوادث تلك.
وهذا ما دفع كاتب الدولة في الداخلية سيمون موراي للإقرار أمام مجلس اللوردات بأن هناك 200 طفل اختفوا من مراكز استقبال اللاجئين، وبأن عددا من هؤلاء الأطفال يتم تعقب آثارهم للوصول إليهم، مضيفاً أن من بين المختفين أطفال أعمارهم تتراوح بين 13 و16 عاماً.
ورفض المسؤول الحكومي التعميم والقول إن كل هؤلاء الأطفال الذين اختفوا وقعوا ضحية لعصابات الاتجار بالبشر، لكنه لم يبين أسباب الاختفاء المفاجئ لهؤلاء الأطفال.
وقالت شرطة ساسكس البريطانية إنها خلال العام الماضي تعاملت مع اختفاء 137 طفلاً، وتم العثور على 60 منهم، في حين ما زال البحث جاريا عن الباقين.
وقالت الشرطة إنها تلقت مرة واحدة بلاغا عن اقتياد طفلين من أمام فندق للاجئين إلى سيارة، ليتم تعقبها واعتقال الشخصين اللذين كانا يقودان قاصرين من طالبي اللجوء إلى وجهة مجهولة.
محاولة إنهاء الملف
وبالوقت الذي يعتبر الملف شائكاً فقد ورّط ظهوره للعلن الحكومة البريطانية، ما دفع وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان للتأكيد أنها تسعى لرفع إيقاع التعامل مع ملفات اللجوء، للانتهاء من الجزء الأكبر منها بحلول نهاية العام.
اقرأ أيضاً || وسط تقارير عن حاجتها لـ”مليون مهاجر”.. بريطانيا تتخذ خطوات جديدة لطرد طالبي اللجوء
في المقابل، يطالب حزب العمال المعارض بنقل الأطفال من هذه الفنادق “غير الآمنة” إلى وجهات أكثر أمناً، وقد أبدى الحزب استغرابه من “حالة البرود” التي تتعامل بها وزارة الداخلية مع حوادث اختفاء عشرات الأطفال.
وبالمقابل عرضت عدة منظمات حقوقية على الحكومة البريطانية التعامل مع الملف وساعدتها لكشف تفاصيل اللغز الذي حيّرها.
اقرأ أيضاً || تشمل السوريين.. طريقة جديدة من أجل الهجرة إلى أمريكا شروطها سهلة