هدوء حذر في الخرطوم بعد اشتباكات عنيفة.. ودعوة أممية للحكومات تتعلق بالفارين من الحرب
بعدما شهدت الخرطوم، خلال ساعات الصباح الباكر من اليوم الجمعة، اشتباكات عنيفة وسط تحليق مكثف للطيران الحربي، عمّ الهدوء النسبي مناطق متفرقة من العاصمة السودانية، في الوقتٍ ذاته، وجهت الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعوة إلى الدول بعدم السماح للمدنيين الفارين من السودان بالعودة للبلد الذي يمزقه الصراع.
– هدوء حذر في الخرطوم
مع دخول الأزمة السودانية، يوماً جديداً من الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتأكيد كلا الطرفين على موافقتهما على هدنة إنسانية، شهدت العاصمة الخرطوم مع ساعات الصباح الباكر، اشتباكات عنيفة وسط تحليق مكثف للطيران الحربي ودوي انفجارات عدة، ليسود بوقتٍ لاحقٍ هدوء حذر في الخرطوم.
وفجر اليوم، أكدت قوات الدعم السريع قبولها طلب وقف إطلاق النار في السودان والالتزام به، معلنةً كذلك قبول تمديد الهدنة لـ72 ساعة بوساطة سعودية أمريكية.
فيما جدد السفير دفع الله الحاج، مبعوث رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان التأكيد على أن الهدنة الحالية في السودان إنسانية، مؤكدا عدم وجود اتفاق أو مفاوضات مع قوات الدعم السريع.
وفي ظل استمرار خرق الهدن، أعلنت قوى الحرية والتغيير بالسودان أنه ليس هناك أي طرف قادر على الحسم العسكري، إذ قالت في بيان أن الحل لا بد أن يكون سياسياً وأن الحل الأمثل للأزمة يتمثل بدمج قوات الدعم السريع في الجيش، مشيرةً في بيانها إلى أن المبادرة السعودية – الأمريكية لها الحظوظ الأكبر في النجاح.
وأمس الخميس، استمر القتال الكثيف في السودان على الرغم من اتفاق الهدنة، بينما حذرت المخابرات الأمريكية من أن كلا من طرفي الصراع يحاول فرض سيطرته قبل مفاوضات محتملة.
– دعوة الأمم المتحدة الحكومات لحماية الفارين من جحيم الحرب
وعلى صعيد آخر، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة، الدول إلى السماح للمدنيين الفارين من السودان بدخول أراضيها وعدم إعادتهم إلى البلد الذي يمزقه الصراع.
في إفادة صحفية في جنيف، قالت مديرة الحماية الدولية بالمفوضية، إليزابيث تان للصحفيين: “ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان بسبب الصراع الدائر هناك”.
وأضافت تان: “هذا ينطبق على المواطنين السودانيين والأجانب بمن فيهم اللاجئون الذين تم استضافتهم في السودان والأشخاص الذين لا يحملون جنسية وكذلك الذين ليس لديهم جواز سفر أو أي شكل من أشكال وثائق الهوية”.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الصراع في السودان أجبر نحو 100 ألف على الفرار إلى البلدان المجاورة وعرقل تسليم المساعدات في بلد يعتمد فيه حوالي ثلث السكان بالفعل على المساعدات الإنسانية.
وأوضحت تان أنه لا يوجد ما يشير إلى عدم السماح للمدنيين من السودان بدخول البلدان المجاورة.
وعن المدنيين الفارين قالت تان “من المرجح أن تكون هناك حاجة لمستويات عالية من الحماية الدولية لهؤلاء الفارين”.
وإلى ذلك، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم: إن آخر الإحصاءات الواردة من وزارة الخارجية المصرية تظهر تدفق أكثر من 56 ألف شخص إلى البلاد فراراً من الصراع في السودان حتى الرابع من مايو الجاري.
ومن جانبه، ذكر مكتب مفوضية اللاجئين في مصر على تويتر أن من بين هؤلاء الأشخاص، الذين دخلوا البلاد من معبري أرقين وقسطل، ما لا يقل عن 52 ألفاً و500 سوداني و3950 من جنسيات أخرى.
والجدير ذكره أن السودان يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وأمس الخميس، توقعت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين فرار 860 ألف شخص من السودان بينهم 580 ألف سوداني، مشيرةً إلى أن مصر وجنوب السودان سيشهدان أكبر تدفق للاجئين من السودان.
اقرأ أيضا:
))بايدن يأمر بفرض عقوبات على من يُزعزع استقرار السودان.. من تشمل؟
)) صخور بيدرا دو إنكا في البرازيل .. هل هي رموز مصرية قديمة أم نقوش لكائنات فضائية؟
