حورات خاصة

لماذا رفض المجلس الكردي الذهاب إلى باريس للقاء ماكرون.. ولِمَ ذهب المبعوث الأمريكي من سوريا إلى إقليم كردستان؟؟

رغم أن جميع المعطيات تُشير إلى أن الحوار الذي يرقى إلى مستوى “المفاوضات” بين أحزاب الإدارة الذاتية وأحزاب المجلس الكردي في شمال شرقي سوريا، قد وصل إلى طريقٍ مسدود إلا أن محاولات واشنطن عبر مبعوثها، ديفيد براونستين، لا تزال مستمرة.

حيث التقى براونستين قبل أيّام بأعضاء من المجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي وبحث معهم مسألة استئناف الحوار الكردي، ليلتقي بعد ذلك بزعماء عشائر المنطقة ربما لغرض التأثير على آراء الطرفين الكُرديين اللذين يعدان أكبر كيانين سياسيين في البلاد.

ولعلّ ما أثار جدلاً كذلك خلال اليومين الماضيين في منطقة شرق الفرات هو ما تمّ تداوله حول رفض المجلس الوطني الكردي الذهاب إلى فرنسا ولقاء ماكرون، ضمن وفد مكوّن من خمسة أشخاص يضمّ مكوّنات المنطقة، بالإضافة إلى بيان الإدارة الذاتية حول تعطيل الدوائر الرسمية بمناسبة الاحتفال بعيد الجلاء.

سبب إصدار الإدارة الذاتية بياناً بمناسبة عيد الجلاء، وعدم قبول المجلس الكردي إلى الآن تسمية شخصية للذهاب إلى فرنسا، وخبايا زيارة المبعوث الأمريكي لشرق الفرات ولقاء العشائر، نقاط ناقشتها وكالة “ستيب الإخبارية” مع المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي، علي تمي.

لماذا رفض المجلس الكردي الذهاب إلى باريس للقاء ماكرون.. ولِمَ ذهب المبعوث الأمريكي من سوريا إلى إقليم كردستان؟؟
لماذا رفض المجلس الكردي الذهاب إلى باريس للقاء ماكرون.. ولِمَ ذهب المبعوث الأمريكي من سوريا إلى إقليم كردستان؟؟

حالة تخبط في التوجه السياسي

أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، أمس الجمعة، تعطيل الدوائر الرسمية بمناسبة الاحتفال بعيد الجلاء الذي يصادف اليوم 17 أبريل/نيسان، في وقت تتواجد قواعد عسكرية فرنسية “التحالف الدولي” بالمنطقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كيف تفسر ذلك؟

يقول المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي: “هذا دليل على أن هذه الإدارة لا تمتلك استراتيجية سياسية للتعامل مع الواقع السوري كما هو مطلوب، وإذا كانت قد قبلت على نفسها التعامل والتعاون مع التحالف الدولي الذي يعتبره النظام قوات (احتلال) فكيف من جهة أخرى تعطل دوائرها هذه بمناسبة إجلاء الفرنسين!”.

ويُضيف: “هناك تخبط واضح في التوجه السياسي لهذه المنظومة، وبالتالي العالم لا يتعامل مع هكذا سياسة لا بوصلة لها ولا هدف استراتيجي”.

المجلس الكردي ولقاء ماكرون

أفادت مصادر أن المجلس الكردي رفض الذهاب إلى فرنسا للقاء رئيسها، إيمانويل ماكرون، أو إلى الآن لم يُسمِ شخصية للذهاب، ما السبب هل لخلافات داخلية أم رفضاً للقاء الأخير؟

يعتقد عضو المجلس الوطني الكردي أن “حزب الاتحاد الديمقراطي يحاول انتزاع الشرعية السياسية من المجلس بأية طريقةٍ ووسيلةٍ كانت، وبالتالي فرض أشخاص معينين من قبلهم لتمثيل المجلس ضمن الوفد الذي من المرتقب أن يسافر إلى فرنسا”، مُضيفاً “وهذا ما لن تقبل به قيادة المجلس، وبالتالي فرض التمثيل هو خرق فاضح للبروتوكولات السياسية القائمة”.

ويتابع في ذات السياق: “واضح أن الاتحاد الديمقراطي يحاول المناورة والالتفاف على الجهود الأمريكية القائمة لتوحيد الصف الكردي في سوريا من خلال تشكيل وفد مشترك للذهاب إلى باريس للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون”.

وأردف القول: “على العموم اللقاءات والتواصل لازال قائماً مع المبعوث الفرنسي في شرق الفرات، ولم يتم اعتماد وفد مشترك حتى اللحظة للذهاب إلى قصر الإليزيه”.

زيارة المبعوث الأمريكي لقيادة المجلس الكردي بالقامشلي

بعد سلسلة زيارات للمبعوث الأمريكي، ما الذي استجد بالحوار الكردي-الكردي، الذي توقف بعد أن خاض شوطاً جيداً من المفاوضات؟

المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي، يقول: “حتى اللحظة يلعب نائب المبعوث الأمريكي الى سوريا، ديفيد براونستين، دور المستمع فيما يتعلق بإشرافه على اللقاءات المتوقفة منذ فترة بين الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي”.

مُتابعاً “أستطيع أن أصفه بأنه مستمع جيد لجميع الأطراف ويحب التراث والفلكلور والحفلات والتصوير مع الشيوخ ووجهاء العشائر ويستمتع بوقته ورحلاته ما بين ديريك وديرالزور ويحب الرياضة، لكنه نسيّ مهمته الأساسية وهي التركيز على المواضيع المصيرية التي تهم الشعوب في شرق الفرات وهي توفير الوقود والبنزين، والغلاء الفاحش في الأسعار وتأمين الأمن والاستقرار في المنطقة ووقف التجنيد الإجباري وتوفير المواد الأساسية وخاصةً مادة الخبز فهو يشهد ارتفاعاً جنونياً، والضغط على الاتحاد الديمقراطي للرضوخ لشروط المجلس الوطني الكردي والذي هو بالأساس مطالب شعبية”.

وبحسب تمي تتلخص هذه المطالب الشعبية فيما يلي: مغادرة كوادر العمال الكردستاني من المناطق الكردية في سوريا وعودة قوات بيشمركة روج ئافا إلى المناطق الكردية حصراً، بالإضافة لإنشاء عقد اجتماعي جديد في شرق الفرات والذي يتضمن وقف التجنيد الإجباري وعدم أدلجة المناهج وإعادة القصر المختطفين إلى أهاليهم والكشف عن مصيرهم المجهول.

خبايا زيارة المبعوث الأمريكي الأخيرة

السياسي الكردي يرى أن واشنطن “تلعب على عامل الوقت حتى ترضخ تركيا وإيران لشروطها في المنطقة”، وبأن زيارته (براونستين) إلى إقليم كردستان تأتي في “إطار التنسيق المشترك مع قيادات الإقليم حول ما تعرضت له أربيل من قصف صاروخي قبل أيام واللقاء مع قيادات المجلس المقيمين هناك لوضع النقاط على الحروف”.

قائلاً: “بكل الأحوال نقدّر جهود واشنطن في شرق الفرات، لكن لا يمكن حل المسألة السورية بشكل مُجزء، ويجب تطبيق القرار الدولي 2254 ومحاولة إيجاد حل شامل للأزمة السورية، بالتالي سيكون شرق الفرات جزءاً من هذا المشروع الشامل وإعادة الملايين المهجرين إلى ديارهم والعمل على الإفراج عن آلاف المعتقلين في سجون النظام. أما اللجوء إلى الحلول الجانبية لا يفي بالغرض”.

وختم المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي حديثه لستيب، قائلاً: “نرى أن نائب المبعوث الأمريكي، لا يبدي جديته حتى اللحظة في المفاوضات وبالتالي الوقت ليس لصالح الجميع فيمكن أو احتمال أن ننخدع مرّة أخرى ككورد سوريا كما حصل في عفرين ورأس العين وتل أبيض ويصبح مصيرنا كشعب على حافة هاوية”.

حاورته: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى