اخبار العالماخبار 24 ساعة

سلاح نووي روسي في الفضاء.. لهذا السبب موسكو ستجهّز “اللحظة الأخيرة” وتنقل الصراع خارج الكوكب

شد وجذب على مدار أسبوع، أثاره تحذير أمريكا لحلفائها من سلاح نووي روسي في الفضاء، أطلق عليه لقب سلاح “اللحظة الأخيرة”، رغم النفي الرسمي من موسكو، إلا أنّ واشنطن واصلت التبليغ عن قلقها، بينما تحدث خبير روسي عن تحديات وتغيير بموازين القوى بين القوتين النوويتين.

 

سلاح نووي روسي في الفضاء يثير قلق أمريكا

 

قال الخبير السياسي الروسي، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، دينيس كوركودينوف، لوكالة” ستيب نيوز”: “تستعد القوى العالمية التي تمتلك أنواعًا جديدة من الأسلحة الحديثة لأنواع جديدة من الحروب، بينما تضطر الدول النامية التي لا تمتلك مثل هذه الأسلحة إلى التكيف مع الأشكال المتغيرة للحرب بشكل عام” .

 

وأشار إلى أن الأسلحة النووية تعتبر عاملاً للردع إلى جانب الأساليب التقليدية لردع العدوان المحتمل. ومع تطور التوترات الجيوسياسية، فإنها تكتسب أهمية في الخطاب الدولي، مما يجعلها تحظى بالأولوية القصوى مقارنة بأي أنواع أخرى من الأسلحة.

 

ويضيف: “روسيا التي تعتبر نفسها ملزمة بالالتزام بمبدأ الردع المتبادل، وقامت لفترة طويلة من الزمن بالحد بشكل كبير من إمكاناتها النووية من خلال الامتثال لأحكام معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت 3). وفي نهاية المطاف، أدى ذلك إلى استغلال واشنطن للوضع الحالي واستئناف الخطاب حول توجيه ضربة ساحقة لروسيا، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية”.

 

وأوضح كوركودينوف أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة الإنفاق الأمريكي على إنتاج رؤوس حربية جديدة تحتوي على البلوتونيوم بنسبة 10% تقريبًا اعتبارًا من عام 2023 تسمح لواشنطن بإنتاج ما يصل إلى 80 قنبلة نووية جديدة سنويًا.

 

ولا يقتصر الأمر على ذلك، فوفقًا لتصريح مساعد وزير الدفاع لسياسة الفضاء الأمريكي جون بلامب، في أكتوبر 2023، بدأت الولايات المتحدة الإنتاج الضخم لنسخة مطورة من القنبلة النووية ذات السقوط الحر B61، والتي تحمل اسم B61-13، بحسب الخبير الروسي.

 

ويرى كوركودينوف أنه في ظل هذه الظروف، لم يكن أمام موسكو خيار سوى استعادة التوازن النووي من خلال تحديث التوازن الحالي وإنتاج أنواع جديدة من الأسلحة النووية الخاصة بها.

 

وتابع: “في هذا الصدد، ليس من المستغرب أن تعلن روسيا عن مشروع لنشر الأسلحة النووية في الفضاء. وهذا القرار ليس نزوة روسية أو عملاً من أعمال العدوان. وهذه رغبة مبررة ومعقولة تمامًا لموسكو في احتواء الطموحات النووية الأمريكية، التي تهدد ببدء نهاية العالم النووية”.

 

أمريكا هددت بسحق روسيا نووياً

 

وأكد أن مؤسس مشروع وضع الأسلحة النووية في مدار أرضي منخفض ليست روسياً على الإطلاق، بل الولايات المتحدة. على وجه الخصوص، مشيراً إلى أنه في 27 أغسطس 1958، تم تنفيذ تجربة “أرجوس” بمبادرة من واشنطن، عندما تم تفجير أول قنبلة نووية بقوة 1.7 كيلوطن على ارتفاع 170 كيلومترًا فوق سطح الأرض. وفي وقت لاحق، حاول الاتحاد السوفييتي، ثم روسيا، موازنة فرصهما في صراع نووي محتمل من خلال إجراء اختباراتهما الخاصة.

 

وحسب الخبير الروسي فإنه “في عام 2021، كانت الولايات المتحدة تدرس جديًا إمكانية شن ضربة نووية على روسيا من الفضاء باستخدام طائرة بوينغ X-37B الفضائية”.

 

وقال: “حظيت مناقشة هذا المشروع باهتمام متزايد من وزارة الدفاع الأمريكية ومجتمع الخبراء العسكريين الأمريكيين. ومع ذلك، عندما أشارت القيادة الروسية فقط إلى اهتمامها بنشر ترسانتها النووية في الفضاء الخارجي (ولم يكن هناك أي حديث على الإطلاق عن التنفيذ الفعلي لهذه الخطة)، بدأت واشنطن تشعر بالذعر. وهذا ليس أكثر من مظهر من مظاهر سياسة الولايات المتحدة ذات المعايير المزدوجة”.

 

قلق أمريكي وذعر من سلاح “اللحظة الأخيرة”

 

وكانت قد نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن واشنطن تواصلت بشكل مباشر مع موسكو للتحذير من نشر أسلحة نووية جديدة في الفضاء.

 

وتحدثت وسائل إعلام في الأيام الأخيرة عن معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا تسعى لنشر قدرات نووية سيجري نشرها في الفضاء، والتي تتعلق بمحاولات روسيا تطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية في الفضاء بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن وسائل إعلام أمريكية، وأطلق عليه ” سلاح اللحظة الأخيرة“.

 

إلى ذلك يقول دينيس كوركودينوف: “بالطبع، تخشى الولايات المتحدة أن تتمكن روسيا من تحقيق التفوق العسكري في الفضاء. وحتى وقت قريب، كانت الإدارة الأمريكية تعتقد أن لديها الأفضلية المطلقة في الفضاء الخارجي، لأن عدد الأقمار الصناعية العسكرية الأمريكية ومزدوجة الاستخدام اليوم في الفضاء يفوق بشكل كبير عدد الأقمار الصناعية المماثلة التي تمتلكها دول أخرى. ولذلك، إذا تم تنفيذ المشروع الروسي، خسرت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 10% من إمكاناتها الفضائية، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع كبير في النظام الأمني الأمريكي”.

 

وقدمت الولايات المتحدة للكونغرس ولحلفائها في أوروبا معلومات استخباراتية جديدة تتعلق بالقدرات النووية الروسية، مشيرة إلى أنها يمكن أن تشكل تهديداً دولياً.

 

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء الفائت، إنه يعارض نشر أسلحة نووية في الفضاء، كما نفى وزير الدفاع المزاعم الأمريكية بأن موسكو تطور قدرات نووية لنشرها في الفضاء.

 

سلاح نووي روسي في الفضاء.. لهذا السبب موسكو ستجهّز "اللحظة الأخيرة" وتنقل الصراع خارج الكوكب
سلاح نووي روسي في الفضاء.. لهذا السبب موسكو ستجهّز “اللحظة الأخيرة” وتنقل الصراع خارج الكوكب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى