ايران واسرائيلاخبار العالم

تقرير أمريكي يكشف عن أسابيع “حاسمة” بعد هجوم إيران على إسرائيل

تزايدت التحذيرات حول احتمالية استخدام طهران لأسلحة رادعة بشكل موسع عقب تبادل الهجمات مع إسرائيل، مما أثار تساؤلات حول دقة الصواريخ الإيرانية وقدرتها على الوصول لأهدافها داخل الأراضي الإسرائيلية، بالإضافة إلى إخفاء طهران للأضرار التي لحقت بأكبر منظومة رادار تحمي المنشآت النووية الحساسة.

 

وقد حاول المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التقليل من شأن عدم دقة الصواريخ الإيرانية، معتبراً ذلك “موضوعاً ثانوياً” في وقت سابق من هذا الشهر.

 

وقد سعى المسؤولون الإيرانيون إلى التقليل من أهمية الرد الإسرائيلي الذي استهدف مطاراً عسكرياً في أصفهان، على الرغم من الصور الفضائية التي كشفت عن أضرار جسيمة في منظومة الرادار الإيرانية، في ضربة محدودة هدفت إلى تجنب نشوب حرب.

 

وفقاً لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأحد، يعتقد خبراء نوويون أن فشل الهجوم الإيراني في إحداث أضرار بالمواقع العسكرية الإسرائيلية خلال الهجمات الأخيرة قد يدفع طهران إلى السعي للحصول على رادع أقوى.

 

وقد أثر تصاعد التوترات مع إسرائيل على تقييم الخبراء لموقف المسؤولين الإيرانيين، الذين يرون أن تكاليف تطوير قنبلة نووية تفوق الفوائد. وبما أن إيران تمتلك بالفعل القدرة على تطوير أسلحة نووية، فإنها تتمتع بقوة ردع كبيرة دون المخاطرة باندلاع حرب نتيجة الكشف عن محاولات لصنع قنبلة نووية.

 

وتزيد المخاوف تصريحات مسؤولين إيرانيين حول إمكانية إعادة النظر في العقيدة النووية وامتلاك طهران للمقومات الفنية اللازمة لصناعة القنبلة.

 

وفي إشارة إلى تصاعد المخاوف الدولية، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مجدداً يوم السبت موقف إيران الرسمي بأن “طهران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، لأن المرشد علي خامنئي أصدر فتوى بتحريم ذلك”.

 

وتكتسب الأسابيع الأربعة القادمة أهمية كبيرة، نظراً لاحتمال زيارة رافائيل غروسي إلى طهران، وإمكانية إصداره تقرير فصلي قبل شهر يونيو، حيث تخطط الدول الغربية لمناقشة تطورات البرنامج النووي الإيراني بشكل أكثر جدية خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

 

وقد أثار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، تساؤلات حول مدى شفافية إيران مع الوكالة بعد تصريحات الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، في نهاية فبراير، حول قدرة إيران على تطوير قنبلة.

 

وأعرب غروسي عن قلقه من تعرض المنشآت النووية الإيرانية لهجمات إسرائيلية بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل رداً على القصف الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

 

وبعد يوم واحد، حذر العميد أحمد حق طلب، قائد وحدة الحرس الثوري المكلفة بحماية المنشآت النووية، من إمكانية إعادة النظر في العقيدة والسياسة النووية إذا تعرضت المنشآت الإيرانية لهجوم انتقامي من إسرائيل.

 

وأكد حق طلب أنه إذا استخدم “النظام الصهيوني” التهديد بمهاجمة المراكز النووية كأداة ضغط، فقد يتم مراجعة العقيدة والسياسات النووية للجمهورية الإسلامية وتعديل المواقف السابقة.

 

وفي الأسبوع الماضي، حذر غروسي من تراجع مستوى المراقبة الدولية في المنشآت الإيرانية، مشيراً إلى أن لدى طهران أسابيع وليس أشهراً للحصول على ما يكفي من المواد المشعة لتطوير أسلحة نووية، لكنه أوضح أن ذلك لا يعني بالضرورة أن إيران ستمتلك سلاحاً نووياً في تلك الفترة.

 

وفي نفس اليوم، صرح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب جواد كريمي قدوسي، بأن إيران قد تكون على بعد أسبوع من أول اختبار نووي “إذا صدر الأمر بذلك”، في تصريح فُسر على أنه إشارة إلى احتمال تغيير فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي.

 

وفي هذا السياق، قال كبير الباحثين في “معهد دراسات الأمن الوطني” الإسرائيلي راز زيمت، لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن “التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يعزز الدعوات الإيرانية للتسلح؛ لذلك، في حين أن مخاطر مثل هذه الخطوة لا تزال تفوق المزايا، ثمة احتمال أكبر الآن عن أي وقت مضى أن تعيد القيادة الإيرانية النظر في نهجها النووي”.

 

وأضاف زيمت: “التحديات في السيطرة على شبكة الوكلاء وتشغيلها، والتي لا تتوافق مصالحها دوماً مع مصالح طهران، يمكن أن تزيد هي الأخرى الضغوط على إيران للسعي للحصول على قنبلة نووية”.

 

ومن جهته، قال ديفيد أولبرايت، رئيس المفتشين الدوليين في العراق خلال التسعينات والرئيس الحالي لمعهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن إن”الأمر سيتطلب 6 أشهر فقط حتى تتمكن إيران من تصنيع عدد قليل من القنابل الأساسية التي يمكن توصيلها للهدف المطلوب بواسطة مقذوفات”.

 

تقرير أمريكي يكشف عن أسابيع "حاسمة" بعد هجوم إيران على إسرائيل
تقرير أمريكي يكشف عن أسابيع “حاسمة” بعد هجوم إيران على إسرائيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى