هل يسبب “لقاح كورونا استرازينيكا” الجلطات.. مخاوف عالمية بعد اعتراف الشركة المنتجة

أثارت الشركة المنتجة لـ “لقاح كورونا استرازينيكا”، أحد أبرز اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، قلقًا عميقًا، خاصة بين الأشخاص الذين اختاروا هذا اللقاح للوقاية من الفيروس، وهذه أبرز ما ورد من معلومات مثيرة للجدل حول القضية.

مخاوف من لقاح كورونا استرازينيكا 

أمس الإثنين، أقرت الشركة بأن لقاحها قد يؤدي إلى آثار جانبية “خطيرة”، مما أدى إلى رفع 51 دعوى قضائية ضدها في المحكمة العليا البريطانية، حيث تطالب العائلات بتعويضات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني.

المدعون يزعمون أن لقاح كورونا استرازينيكا، الذي طُور بالشراكة مع جامعة أوكسفورد، أدى إلى وفاة بعض الأشخاص وإلحاق الضرر بآخرين.

من جانبها “أسترازينيكا” تنازع هذه الادعاءات، لكنها قدمت وثيقة قانونية في فبراير تعترف بأن اللقاح قد يسبب، في حالات نادرة جدًا، ما يُعرف بتجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات (TTS)، وهي حالة تؤدي إلى تكون جلطات دموية وانخفاض في عدد الصفائح الدموية.

الصحة العالمية تؤكد فاعليته

وأظهرت دراسات مستقلة أن لقاح كورونا استرازينيكا كان فعّالًا بشكل ملحوظ في مكافحة الوباء، إذ ساهم في إنقاذ أرواح أكثر من ستة ملايين شخص حول العالم خلال العام الأول من توزيعه.

منظمة الصحة العالمية أكدت أن اللقاح “آمن وفعّال للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر”، وأن الآثار الجانبية التي أدت إلى الإجراءات القانونية كانت “نادرة جدًا”.

تسجيل حالات وفاة

وبعد إطلاق لقاح كورونا استرازينيكا، حدد العلماء الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة وأوصوا بتقديم لقاحات بديلة للأشخاص دون سن الأربعين، نظرًا لأن مخاطر لقاح كورونا استرازينيكا قد تفوق الأضرار الناجمة عن كوفيد.

المحامون الذين يمثلون العائلات المدعية ضد شركة الأدوية يدعون أن اللقاح لم يكن آمنًا كما يجب أن يتوقع الأفراد. وبدأوا يقاضون الشركة، المتواجدة في كامبريدج، بموجب قانون حماية المستهلك لعام 1987.

البيانات الرسمية من وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) تُظهر أن هناك ما لا يقل عن 81 حالة وفاة في المملكة المتحدة يُشتبه في ارتباطها بالآثار الجانبية للقاح، والتي تسببت في تجلط الدم مع انخفاض في الصفائح الدموية.

وفقًا لأرقام MHRA، توفي تقريبًا واحد من كل خمسة أشخاص تأثروا بهذه الحالة. وكانت الحكومة تدير برنامج تعويض خاص باللقاح، لكن الضحايا يعتبرون أن التعويض المقدم بقيمة 120 ألف جنيه إسترليني غير كافٍ.

دفع تعويضات 

وتظهر البيانات المحصلة بموجب طلب حرية المعلومات أن من بين 163 دفعة تعويض قدمتها الحكومة بحلول فبراير من هذا العام، ذهب ما لا يقل عن 158 منها لمتلقي لقاح كورونا أسترازينيكا.

وتعد أسترازينيكا ثاني أكبر شركة مدرجة في المملكة المتحدة بقيمة سوقية تتجاوز 170 مليار جنيه إسترليني. 

السير باسكال سوريوت، الرئيس التنفيذي للشركة، يُعتبر أعلى المدراء أجرًا في الشركات المدرجة في مؤشر FTSE 100، بأرباح تقارب 19 مليون جنيه إسترليني.

آثار جانبية خطيرة أخرى للقاح أسترازينيكا تشمل:

1- متلازمة تسرب الشعيرات الدموية: حالة نادرة تؤدي إلى تسريب بلازما الدم من الأوعية الدموية إلى تجاويف الجسم والعضلات، مما قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وفشل الأعضاء الحيوية، وربما الوفاة.

2- متلازمة غيلان باريه: مرض عصبي نادر يسبب ضعف العضلات وقد يؤدي إلى الشلل في الحالات الشديدة، وتظهر أعراضه بعد شهر من تلقي اللقاح وتشمل:

•  تنميل الأطراف.
•  صعوبة المشي.
• صعوبة تحريك الوجه، بما في ذلك العين.
•  صعوبة البلع.
•  صعوبة الحديث.
•  ألم شديد أسفل الظهر.
•  ارتفاع ضربات القلب.
•  تغيرات في ضغط الدم.
•  فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء.

من أبرز اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي تم تطويرها واستخدامها حول العالم نجد:

لقاح فايزر بيونتك: يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) ويتميز بفعالية عالية.

لقاح مودرنا: يستخدم نفس تقنية mRNA ويُظهر فعالية مماثلة للقاح فايزر. 

لقاح أسترازينكا: يستخدم تقنية النواقل الفيروسية ويُعتبر خيارًا فعالًا ومناسبًا للتخزين في درجات حرارة الثلاجة العادية. 

لقاح سبوتنيك في: طوره معهد جماليا الروسي ويستخدم نواقل فيروسية مشابهة لتقنية أسترازينيكا.

لقاح سينوفارم وسينوفاك: لقاحات صينية تستخدم الفيروس المعطل وتُعتبر خيارات مهمة في العديد من الدول.

لقاح نوفافكس: يعتمد على بروتينات فيروسية ويُظهر فعالية جيدة في الوقاية من الفيروس.

تُعتبر هذه اللقاحات جزءًا من الجهود العالمية لمكافحة جائحة كوفيد-19 وقد ساهمت بشكل كبير في تقليل الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس.