مراقب الاتحاد الأوروبي يفجر “مفاجأة مناخية” غير مسبوقة عن عام 2024.. ماذا حمل في طياته
قال جهاز مراقبة المناخ التابع للاتحاد الأوروبي “كوبرنيكوس”، اليوم الخميس، إن العام الحالي “من المؤكد تقريباً” أنه سيكون الأكثر سخونة في التاريخ المسجل مع ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 1.5 درجة مئوية، وذلك قبل أيام من اجتماع الدول للمشاركة في محادثات المناخ الحاسمة للأمم المتحدة.
ـ تعليق مراقب الاتحاد الأوروبي عن عام 2024
ووفقاً للوكالة الأوروبية فإن العالم يمر بـ”معلم جديد” من سجلات درجات الحرارة التي من شأنها أن تساعد في تسريع العمل على خفض الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب في مفاوضات الأمم المتحدة في أذربيجان الأسبوع المقبل.
وكان الشهر الماضي، الذي شهد فيضانات مميتة في إسبانيا وإعصار ميلتون في الولايات المتحدة، ثاني أكثر أشهر أكتوبر حرارة على الإطلاق، حيث جاءت درجات الحرارة العالمية المتوسطة في المرتبة الثانية بعد نفس الفترة في عام 2023.
وإلى ذلك، قال كوبرنيكوس: إن عام 2024 من المرجح أن يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة يزيد على 1.55 درجة مئوية عن متوسط الفترة ما بين 1850 و1900 ــ وهي الفترة التي سبقت حرق الوقود الأحفوري على نطاق صناعي.
ولكن هذا لا يشكل خرقا لاتفاق باريس، الذي يسعى إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية، ويفضل 1.5 درجة مئوية، لأن ذلك يقاس على مدى عقود من الزمن وليس سنوات فردية.
من جانبها، قالت نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، سامانثا بورجيس: “من المؤكد الآن تقريبًا أن عام 2024 سيكون العام الأكثر دفئًا على الإطلاق والأول من نوعه الذي تتجاوز فيه درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة”.
وأصافت: “يمثل هذا إنجازًا جديدًا في سجلات درجات الحرارة العالمية وينبغي أن يكون بمثابة حافز لرفع الطموحات لمؤتمر تغير المناخ القادم، COP29.”
ـ الطقس البري
ستجري مفاوضات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة في أذربيجان، والتي ستمهد الطريق لجولة جديدة من الأهداف الحاسمة لخفض الانبعاثات الكربونية، في أعقاب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ولقد انسحب ترامب، الذي ينكر تغير المناخ، من اتفاقية باريس خلال فترة رئاسته الأولى – وبينما أعاد خليفته جو بايدن الولايات المتحدة إلى الاتفاقية، فقد هدد بالقيام بذلك مرة أخرى.
وفي الوقت نفسه، وصلت درجات الحرارة العالمية المتوسطة إلى مستويات قياسية جديدة، كما وصلت تركيزات الغازات المسببة لتسخين الكوكب في الغلاف الجوي.
وفي هذا الصدد،يقول العلماء: إن الحد الآمن البالغ 1.5 درجة مئوية أصبح خارج نطاق الوصول بسرعة، في حين يؤكدون أن كل عُشر درجة من ارتفاع درجة الحرارة ينذر بتأثيرات ضارة أكثر فأكثر.
وفي الشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة: إن الوتيرة الحالية للعمل المناخي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع كارثي في درجة الحرارة بمقدار 3.1 درجة مئوية هذا القرن، في حين أن جميع التعهدات المناخية الحالية التي تم اتخاذها بالكامل ستظل تؤدي إلى ارتفاع مدمر في درجة الحرارة بمقدار 2.6 درجة مئوية.
الاحتباس الحراري لا يتعلق فقط بارتفاع درجات الحرارة، بل بالتأثير المترتب على كل الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي والبحار.
ويمكن للهواء الدافئ أن يحمل المزيد من بخار الماء، والمحيطات الدافئة تعني تبخرا أكبر، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وعواصف أكثر شدة.
وأوضح “كوبرنيكوس” أنه في شهر من الظروف الجوية المتطرفة، شهد شهر أكتوبر هطول أمطار فوق المعدل المتوسط في أجزاء واسعة من أوروبا، وكذلك أجزاء من الصين والولايات المتحدة والبرازيل وأستراليا.
وأضاف مراقب الاتحاد الأوروبي أن الولايات المتحدة تشهد أيضا حالة جفاف مستمرة، مما أثر على أعداد قياسية من الناس.
كما قالت مؤسسة كوبرنيكوس: إن متوسط درجات حرارة سطح البحر في المنطقة التي تراقبها كانت ثاني أعلى درجة على الإطلاق في شهر أكتوبر.
وتستخدم C3S مليارات القياسات من الأقمار الصناعية والسفن والطائرات ومحطات الأرصاد الجوية للمساعدة في حساباتها.
وتعود سجلات كوبرنيكوس إلى عام 1940، ولكن مصادر أخرى لبيانات المناخ مثل نوى الجليد وحلقات الأشجار والهياكل المرجانية تسمح للعلماء بتوسيع استنتاجاتهم باستخدام أدلة من أعماق أكبر في الماضي.
ويقول علماء المناخ: إن الفترة التي نعيشها الآن من المرجح أن تكون الأكثر دفئًا على الأرض خلال المائة ألف عام الماضية، في بداية العصر الجليدي الأخير.
اقرأ أيضا:
)) إيران تعتبر فوز ترامب “فرصة”.. ومسؤول يكشف ما تنتظره طهران من أمريكا
