أم كلثوم في صورة نادرة تُشعل الجدل على مواقع التواصل.. ما الذي تخفيه النظارة السوداء؟

اتهم العديد من رواد السوشيال ميديا من محبي كوكب الشرق مروجي الصورة المثيرة للجدل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعديل ملامح وجهها بطريقة متعمدة. وأشاروا إلى أن الهدف من ذلك كان تشويه صورتها الطبيعية وجعلها تبدو بشكل منفّر وغير لائق، بعيداً عن هيبتها وجمالها الذي طالما ارتبط بها طوال حياتها. وقد اعتبر البعض أن استخدام هذه التقنية لتشويه صورة أي شخص، خاصةً عندما يكون له مكانة كبيرة في قلوب محبيه مثل أم كلثوم، يعد انتهاكاً لكرامتها وذكراها.

أم كلثوم: النظارة السوداء وقصة المرض الذي غيّر ملامح حياتها

لطالما أثارت أم كلثوم إعجاب الملايين حول العالم، ليس فقط بصوتها الساحر وأغانيها التي ما زالت خالدة في ذاكرة الأجيال، بل بشخصيتها القوية وحضورها المميز. إلا أن تفاصيل من حياتها الصحية قلما كانت معروفة للجمهور، حيث كانت “كوكب الشرق” تعاني من مرض فرط نشاط الغدة الدرقية، الذي شكّل تحديًا كبيرًا في حياتها الشخصية والمهنية.

كان هذا المرض السبب الرئيسي وراء ارتدائها النظارة السوداء في أغلب إطلالاتها، حيث تُعد جحوظ العينين إحدى أبرز أعراضه، بالإضافة إلى تهديد الجفون والانزعاج من الأضواء. في ذلك الزمن، كان علاج فرط نشاط الغدة الدرقية يقتصر على التدخل الجراحي، إلا أن أم كلثوم رفضت الخضوع للجراحة خوفًا من أن تؤثر على أعظم ما تمتلكه: صوتها الفريد. اختارت التعايش مع المرض برغم كل ما سببه من تحديات، وواصلت مسيرتها الفنية بشجاعة حتى آخر أيام حياتها.

رحلت أم كلثوم عن عالمنا في 3 فبراير 1975، عن عمر يناهز 76 عامًا، مخلفة وراءها إرثًا فنيًا لا يُضاهى. ومع ذلك، عادت تفاصيل مرضها لتُثار من جديد بعد تداول صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر ملامح تأثرت بالمرض. أثارت الصورة غضب محبيها، الذين وصفوها بأنها غير منصفة بحق “كوكب الشرق”، مشيرين إلى أنها عاشت سنوات شبابها بجمال مميز ووجه بشوش ألهم العديد من الشعراء والشخصيات العامة.

في ذلك الوقت، وقع العديد من الرموز الأدبية والفنية في حب أم كلثوم، ليس فقط بسبب صوتها الآسر، ولكن لجاذبيتها وشخصيتها التي كانت تجمع بين القوة والأنوثة. من هنا، اعتبر كثيرون أن تداول مثل هذه الصور محاولة لتقليل شأنها، مؤكدين أن أم كلثوم ستبقى رمزًا خالدًا للفن والجمال، رغم كل ما واجهته من تحديات شخصية وصحية.