رئيسة وزراء الدنمارك ترد على ترامب بعد تصاعد اللهجة بشأن غرينلاند
أكدت رئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، اليوم الاثنين، أن جزيرة غرينلاند، التي تتمتع بالحكم الذاتي، ليست للبيع، وذلك في رد على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي صرّح الأسبوع الماضي بأن اهتمام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشراء الجزيرة “ليس مجرد مزحة”.
وخلال اجتماع غير رسمي لزعماء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، شددت فريدريكسن على أن “غرينلاند جزء من مملكة الدنمارك، وجزء من أراضينا، وليست للبيع”.
ترامب لا يستبعد ضم غرينلاند بالقوة
وكان الرئيس الأميركي قد أبدى رغبته في ضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، ولم يستبعد استخدام وسائل عسكرية أو اقتصادية للضغط على الدنمارك لتسليمها.
من جانبه، أوضح روبيو في تصريحات إذاعية أن “الرئيس ترامب أعلن بوضوح أنه يعتزم شراء الجزيرة”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ليست مجرد صفقة عقارية، بل “مسألة تتعلق بالمصلحة الوطنية الأميركية”.
وفي سياق متصل، أشار روبيو إلى التزامات حلف شمال الأطلسي (الناتو) تجاه الدنمارك، قائلاً: “لدينا اتفاقية دفاع لحماية غرينلاند إذا تعرضت لهجوم”، مضيفًا أن من مصلحة واشنطن أن تكون لها سيطرة أكبر على ما يحدث في الجزيرة.
توتر دبلوماسي بين كوبنهاغن وواشنطن
سعت رئيسة الوزراء الدنماركية لحشد الدعم الأوروبي لموقف بلادها في مواجهة مساعي ترامب. وفي منتصف يناير، أجرت مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي، أكدت خلالها أن غرينلاند تملك حق تقرير مصيرها.
لكن وفقًا لمصادر تحدثت إلى صحيفة فايننشال تايمز، فإن المكالمة، التي وصفها الجانب الدنماركي بأنها “طويلة وصريحة”، كانت في الواقع متوترة.
وعلّق وزير الخارجية الأميركي بأنه لم يكن حاضرًا أثناء المحادثة، لكنه أكد أن ترامب “يتحدث بصراحة ووضوح”، معتبراً أن “الدبلوماسية تكون أكثر فاعلية عندما تكون صريحة، بدلاً من استخدام لغة دبلوماسية مبهمة”.
قلق أميركي من النفوذ الصيني في غرينلاند
في سياق آخر، أعرب روبيو عن قلقه إزاء تنامي النفوذ الصيني في المنطقة القطبية، محذرًا من أن بكين قد تسعى لتعزيز وجودها في غرينلاند عبر استثمارات تديرها شركات حكومية.
وقال: “من الواقعي تمامًا الاعتقاد بأن الصين ستحاول، عاجلاً أم آجلاً، تنفيذ استراتيجيات مشابهة لما فعلته في قناة بنما وأماكن أخرى”.
يأتي هذا الجدل في ظل تصاعد المنافسة الجيوسياسية على الموارد والنفوذ في القطب الشمالي، حيث تسعى الولايات المتحدة لتعزيز وجودها في المنطقة لمواجهة تحركات كل من الصين وروسيا.
