تلسكوب عملاق يلتقط أدق صور للكويكب “قاتل المدن” قبل احتمالية اصطدامه بالأرض

نجح تلسكوب جيميني الجنوبي، أحد أكبر التلسكوبات الفلكية في العالم، في التقاط أوضح صور للكويكب 2024 YR4، الذي يلقب بـ”قاتل المدن” نظرًا لاحتمالية اصطدامه بالأرض في 22 ديسمبر 2032. ويُقدر العلماء احتمال وقوع هذا الاصطدام بنسبة 1 من 48، أي حوالي 2.08%.

تفاصيل الرصد والتحديات التقنية

تم التقاط الصور الجديدة في 7 فبراير باستخدام تلسكوب جيميني الجنوبي في تشيلي، وهو مرصد عملاق بقطر 26 قدمًا، متخصص في استكشاف الأجرام السماوية البعيدة. 

وتظهر الصور الجديدة الكويكب على شكل بقعة بيضاء ساطعة وسط سماء الليل، حيث كان على بعد 37 مليون ميل من الأرض وقت التصوير.

وأوضح برايس بولين، عالم الفلك في وكالة ناسا وأحد المشاركين في عملية الرصد، لموقع Space.com أن “عددًا قليلاً فقط من الكويكبات خضع لدراسات بهذه الدقة”.

رصد كويكب يتحرك بسرعة 30 ألف ميل في الساعة من هذه المسافة الشاسعة كان تحديًا معقدًا، إذ تطلب استخدام 12 تعريضًا ضوئيًا، كل منها مدته 200 ثانية، باستخدام الطيف الأحمر من الضوء لتعقب حركته. 

كما شكّل ضوء القمر عقبة كبيرة أمام التصوير، حيث كان مضيئًا بنسبة 70%، مما زاد من تأثير التلوث الضوئي على جودة الصور.

التداعيات المحتملة للاصطدام

يُقدَّر قطر الكويكب بين 40 و100 متر، وفي حال اصطدامه بالأرض، قد يُحدث انفجارًا يعادل 8 ميغاطن من مادة “تي إن تي” (TNT)، وهو ما يكفي لإحداث دمار واسع النطاق بحجم مدينة كاملة. ومع ذلك، هناك احتمال بنسبة 0.3% أن يصطدم بالقمر بدلاً من الأرض، وهو سيناريو قد يكون مرئيًا للبشر بالعين المجردة.

وفي هذا السياق، أشار ديفيد رانكين، مهندس العمليات في جامعة أريزونا، إلى أن “اصطدام الكويكب بالقمر قد يؤدي إلى تطاير بعض الحطام نحو الأرض، لكنه لا يُشكل تهديدًا خطيرًا”.

فرصة علمية نادرة قبل فوات الأوان

رغم المخاطر المحتملة، يرى العلماء أن YR4 يوفر فرصة علمية استثنائية لدراسة كويكب صغير بمثل هذه الدقة العالية. 

وأوضح برايس بولين أن هذه قد تكون آخر فرصة لمراقبته باستخدام تلسكوب جيميني قبل اقترابه التالي عام 2028، حيث من المتوقع أن يصبح تعقبه أكثر صعوبة بحلول منتصف مارس المقبل.

ويواصل الباحثون مراقبة YR4 عن كثب أثناء دورانه حول الشمس، بهدف جمع المزيد من البيانات حول مساره وخصائصه الفيزيائية، في خطوة قد تسهم في تحسين القدرة على التنبؤ بمثل هذه التهديدات الفضائية في المستقبل.