أثارت صورة لنائب جزائري خلف طاولة أممية في نيويورك عاصفة سياسية حيث ظهر النائب عبد الوهاب يعقوبي، عضو "حركة مجتمع السلم" المحسوبة على التيار الإسلامي، جالسا في اجتماع ضم شخصية وُصفت بأنها "ممثلة للكيان الإسرائيلي".
والتُقطت هذه الصورة خلال جلسة موازية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتنظيم من برلمان البحر الأبيض المتوسط، خلال اجتماع مخصص لبحث ملف "برمجيات التجسس والأبعاد التشريعية".
وحضر يعقوبي بصفته نائبا في البرلمان الجزائري لتقديم مداخلة رئيسية، لكن ما أثار الجدل لم يكن موضوع الجلسة، بل اللقطة التي أظهرت النائب المصري محمد أبو العينين وهو يدخل في مشادة كلامية مع شخصية أخرى قدمت نفسها بصفة تمثيلية مثيرة للجدل، في حين بدا يعقوبي جالسًا على الطاولة نفسها.
هذا المشهد لم يمر مرور الكرام بالنسبة للجزائريين، بل كان خرقًا صارخًا لخط أحمر اسمه رفض أي شكل من أشكال التواصل مع إسرائيل، خصوصًا في وقت تتعرض فيه غزة لإبادة جماعية منذ عامين متواصلين.
وقال الناشط حسام حمزة: "إن هذه الصورة عار على النائب.. على الجالية الجزائرية. السيد عبد الوهاب يعقوبي عن حركة مجتمع السلم.. أيعقل أن يجلس مع ممثل الكيان في ذروة الإبادة مع علمه بالحساسية الشديدة لهذا الأمر بالنسبة للجزائريين؟ كيف والغرب نفسه أصبح يتقزز منهم يأتي هو ليقاسمهم الطاولة؟".
أما سمية فقالت: "إن هذه الصورة صدمة كبيرة فعلا، وتطرح سؤالًا جوهريًا: بأي منطق يجلس ممثل عن الجالية الجزائرية مع ممثل الكيان في عز المجازر والجرائم التي ترتكب بحق أهلنا في غزة؟! ألم تصلهم بعد رسالة الشارع الجزائري الذي يرفض أي شكل من أشكال التطبيع أو حتى "المجاملة البروتوكولية"؟
وكتب ناشط آخر: "مهما كانت طبيعة الاجتماع عليه أن يحاسب، يجب أن يتم تقديمه للقضاء بسبب الخيانة. تبدو الأمور في أولها بسيطة ولكنها تنتهي بالتطبيع".
وقالت نادية طاهر: التسرع في إصدار البيان قبل سماع النائب هو خطأ بحد ذاته، والنائب معروف بمواقفه تجاه القضية وغيرها من القضايا الوطنية".