كشف فريق من الفيزيائيين في الولايات المتحدة وإسبانيا والصين عن نموذج جديد يتوقع أن الكون سينهار على نفسه فيما يشبه "الانفجار العكسي" خلال أقل من 20 مليار عام من الآن، بعد أن يتوقف تمدده تدريجيًا ويبدأ بالانكماش تحت تأثير الجاذبية.
وبحسب تقرير نشره موقع "ScienceAlert" العلمي، فإن الكون، الذي يبلغ عمره الحالي 13.8 مليار سنة، سيواصل التمدد نحو 11 مليار سنة إضافية قبل أن يصل إلى أقصى حجمه، أي ما يقارب 1.7 مرة حجمه الحالي، ثم يتباطأ ويتوقف، ليدخل بعدها في مرحلة الانهيار نحو نقطة واحدة فائقة الكثافة. كما بدأ أول مرة في "الانفجار العظيم" أو ما يعرف بـ "البيغ بانغ".
ونقل عن الفيزيائي هنري تاي من جامعة كورنيل، وهو الباحث الرئيس في الدراسة، قوله إن هذا السيناريو يعتمد على نتائج جديدة تشير إلى أن الطاقة المظلمة قد تكون في تراجع، وليست ثابتة كما كان يُعتقد.
وأضاف: "على مدى عشرين عامًا، افترض العلماء أن الثابت الكوني موجب، ما يعني أن الكون سيستمر في التمدد إلى الأبد، لكن البيانات الحديثة توحي بأنه سلبي، وأن النهاية ستكون بانكماش كوني شامل".
ووفقا للموقع فقد أشارت الملاحظات الفلكية الأخيرة إلى احتمال أن تكون الطاقة المظلمة، التي تشكل أكثر من 70% من الكون، ليست ثابتة بل تتغير بمرور الزمن.
وافترض الفريق أن هذه الطاقة ناتجة عن جسيمات افتراضية خفيفة للغاية تُعرف باسم "الأكسيونات" التي تعمل كقوة دافعة في البداية، لكنها تفقد تأثيرها تدريجيًا، حتى تهيمن الجاذبية على المشهد.
ففي هذا النموذج، تواصل الأكسيونات دفع الكون إلى التمدد خلال المليارات القادمة، لكن بعد نحو 11 مليار سنة، تضعف قوتها بما يكفي ليتغلب تأثير الجاذبية السالب الناتج عن "الثابت الكوني"، فيتوقف التمدد ويبدأ الكون في الانكماش.
