استدعت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية الملحق العسكري الفيتنامي المتمركز في سيؤول، على خلفية مزاعم بسوء سلوك جنسي يُنسب إلى نائب وزير الدفاع الفيتنامي الفريق أول هوانغ شوان تشين خلال زيارته الرسمية للعاصمة الكورية الشهر الماضي.
وقالت مصادر عسكرية كورية إن الحادث وقع في 11 سبتمبر/أيلول أثناء مأدبة عشاء رسمية حضرها عدد من كبار القادة العسكريين من البلدين، حيث يُزعم أن المسؤول الفيتنامي قام بملامسة غير لائقة لموظفة حكومية كورية جنوبية، ما أثار استياءً واسعاً في الأوساط الرسمية.
خلفية الزيارة والحادث
كان نائب وزير الدفاع الفيتنامي قد زار سيؤول للمشاركة في فعاليات "حوار الدفاع في سيئول" الذي عُقد بين 8 و10 سبتمبر، وهو منتدى سنوي يجمع مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين من مختلف دول العالم لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي والدولي، وتطوير التعاون الدفاعي بين الشركاء.
وبعد ثمانية أيام من وقوع الحادثة، قامت وزارة الدفاع الكورية باستدعاء الملحق العسكري الفيتنامي لتقديم احتجاج رسمي على سلوك نائب الوزير، مطالبةً باتخاذ إجراءات حازمة تضمن عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل.
رد فعل كوريا الجنوبية وفيتنام
وأوضحت وزارة الدفاع الكورية في بيانها أنها أكدت خلال اللقاء على أهمية الالتزام بالمعايير الدبلوماسية والسلوك اللائق أثناء الزيارات الرسمية، معتبرةً أن مثل هذه الحوادث "تمسّ بالثقة المتبادلة بين البلدين".
كما أكدت الوزارة أنها اتخذت الإجراءات المناسبة وفق البروتوكولات المعمول بها، لكنها امتنعت عن الكشف عن تفاصيل إضافية احتراماً لرغبة الضحية وحفاظاً على خصوصيتها.
من جانبها، أعربت فيتنام عن أسفها العميق لما جرى، مشددة على التزامها الكامل بمنع تكرار مثل هذه الوقائع، وحرصها على صون العلاقات الثنائية الوثيقة مع كوريا الجنوبية.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لوسائل الإعلام المحلية: "لقد تعاملنا مع الواقعة وفق القنوات الرسمية وبما يضمن احترام الإجراءات والأعراف الدبلوماسية، ولا يمكننا الإفصاح عن مزيد من المعلومات مراعاةً لمشاعر الضحية وحمايةً لها".
حادثة تلقي بظلالها على العلاقات الدفاعية
وتأتي هذه الواقعة في وقت تشهد فيه العلاقات الدفاعية بين كوريا الجنوبية وفيتنام نمواً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة، حيث تعمل الدولتان على تعزيز التعاون العسكري والتقني في مجالات التصنيع الدفاعي والتدريب المشترك ومكافحة الجرائم البحرية.
ويرى مراقبون أن الحادث قد يسبب إحراجاً دبلوماسياً للطرفين، إلا أن الاستجابة السريعة من الجانبين تشير إلى رغبة مشتركة في احتواء الأزمة وعدم السماح لها بالتأثير على مسار التعاون الدفاعي المستمر بين سيئول وهانوي.