أعربت دول مجموعة "ميد 9" (جنوب الاتحاد الأوروبي) إلى جانب الأردن، في بيان مشترك صدر عقب اجتماعهم في مدريد أمس الاثنين، عن دعمهم الكامل للشعب السوري والحكومة السورية الانتقالية، مؤكدين أهمية إعادة بناء سوريا على أسس تحفظ وحدتها وسيادتها وأمنها واستقرارها.
وأشار البيان إلى ضرورة المضي في عملية سياسية شاملة يشارك فيها جميع السوريين، تحقق تطلعاتهم المشروعة في السلام والحرية والاستقرار، وتضمن الحفاظ على حقوقهم. كما شدد القادة على أهمية تكثيف الجهود الدولية المنسقة لتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي ومستدام.
دعم دولي متزايد للعودة الآمنة للاجئين السوريين
وأكدت الدول المشاركة، في مقدمتها الاتحاد الأوروبي، على الحاجة الماسة إلى زيادة الدعم الدولي لوكالات الأمم المتحدة والدول المستضيفة للاجئين السوريين، وعلى رأسها الأردن، الذي لا يزال – بحسب البيان – "يتحمل أعباء تفوق قدراته"، سواء في مجال الخدمات الأساسية أو في تعزيز قدرة المجتمعات المستضيفة على الصمود.
وأوضح القادة أن استمرار دعم الأردن ضروري للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وضمان استمرار تقديم الخدمات الإنسانية والتعليمية والصحية لملايين اللاجئين السوريين.
تأييد لخارطة الطريق في الجنوب السوري
وفي موقف لافت، أعلنت دول "ميد 9" تأييدها لـخارطة الطريق التي أعلنتها الأردن وسوريا والولايات المتحدة بهدف إنهاء الأزمة في محافظة السويداء واستقرار جنوبي سوريا، داعية جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لبنود الخارطة لضمان الاستقرار الدائم في المنطقة الجنوبية.
وأشاد القادة بـدور الأردن القيادي في التوسط لإنهاء التوتر في السويداء، مؤكدين أن تلك الجهود تمثل نموذجاً للدبلوماسية الإقليمية الفاعلة القائمة على الحوار والتفاهم بدلاً من التصعيد.
الأردن شريك أساسي في دعم سوريا وإغاثة غزة
وفي سياق متصل، أثنى بيان "ميد 9" على الأردن بوصفه شريكاً موثوقاً وذا مصداقية في إرساء السلام والاستقرار بالشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. وأشارت الدول الأوروبية إلى أن عمان باتت مركزاً إقليمياً رئيسياً لتنسيق المساعدات الإنسانية، سواء في ما يخص إعادة إعمار غزة أو في دعم اللاجئين السوريين المنتشرين في دول الجوار.
رسائل سياسية أوروبية حول الملف السوري
تأتي مواقف مجموعة "ميد 9" في ظل تحولات متسارعة في المشهد السوري بعد دخول البلاد مرحلة الحكومة الانتقالية منذ أواخر عام 2024، وما تبعها من مساعٍ إقليمية لإعادة دمج سوريا تدريجياً في محيطها العربي والدولي.
ويرى مراقبون أن البيان الأوروبي – الأردني المشترك يعكس توافقاً واسعاً على ضرورة إطلاق عملية إعادة الإعمار بالتوازي مع الحل السياسي الشامل، مع ضمان بقاء ملف اللاجئين في صدارة الأولويات الدولية.
التزامات أوروبية – متوسطية تجاه سوريا والمنطقة
أكدت دول "ميد 9" التزامها بتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وبدعم الجهود الرامية إلى استقرار سوريا ولبنان كشرط أساسي لتحقيق الأمن الجماعي في المنطقة. كما شددت على أهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ورفض أي محاولات لتقسيمها أو انتهاك سيادتها.
وفي ختام البيان، رحب القادة بانعقاد قمة شرم الشيخ للسلام وبتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدين أن استقرار سوريا وفلسطين ولبنان جزء لا يتجزأ من معادلة الأمن الإقليمي الأوسع التي يسعون إلى ترسيخها.
