أكد القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، أن حلّ الأزمة الليبية يجب أن يكون نابعًا من إرادة الشعب الليبي، وبمساندة القبائل، بعيدًا عن أي تدخلات أو مبادرات خارجية، مشددًا على أن القيادة العامة ستظل "صمّام أمان ليبيا، وستضمن أي اتفاق يجمع الليبيين على كلمة واحدة".
وجاءت تصريحات حفتر خلال لقائه، اليوم الأحد، في المدينة العسكرية ببنغازي، عددًا من مشايخ وأعيان وحكماء قبائل المنطقة الوسطى، بحضور رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، ورئيس الأركان العامة، الفريق أول ركن خالد حفتر، وفق بيان صادر عن القيادة العامة.
وخلال اللقاء، عبّر مشايخ وأعيان المنطقة الوسطى عن دعمهم الكامل لقوات القيادة العامة، مؤكدين حرصهم على وحدة البلاد ولمّ شمل الليبيين تحت مظلة وطنية واحدة ترعاها القيادة العامة للجيش.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تتحضّر فيه بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا للإعلان عن أسماء المشاركين في الحوار المهيكل، الذي من المقرر أن يبحث قضايا محورية، تشمل نظام الحكم، والوضعين الأمني والاقتصادي، وملف المصالحة الوطنية.
وتأتي تصريحات حفتر امتدادًا لمواقفه السابقة، إذ كان قد شدد مطلع الشهر الجاري، خلال لقائه عدداً من مشايخ وأعيان وحكماء القبائل من المناطق الشرقية والوسطى والجنوبية الشرقية، على أن "خريطة نُسجت خيوطها وراء الحدود لا يمكن أن تبني دولة حرة كاملة السيادة"، داعيًا مؤسسات الدولة وشرائح المجتمع كافة إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في صياغة حل وطني ينهي حالة الانقسام ويعيد الاستقرار إلى ليبيا.
ويأتي هذا الموقف أيضًا في ظل تصاعد التوتر بين الحكومة المكلفة من مجلس النواب وبعثة الأمم المتحدة، بعدما قدّم رئيس الحكومة، أسامة حماد، الأربعاء الماضي، شكوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اتهم فيها المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، بارتكاب "مغالطات خطيرة" في إحاطتها الأخيرة أمام مجلس الأمن، وبالتدخل في عمل المفوضية العليا للانتخابات، ومحاولة فرض آليات لتشكيل مجلسها دون تنسيق مع الحكومة الليبية، في الشرق، بينما تعيش انقسامات منذ سنوات بين حكومتين واحدة مكلفة من مجلس النواب في بنغازي والأخرى في طرابلس.