كشف عضو الكنيست الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن تفاصيل مثيرة جرت خلف الكواليس عقب التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها وزير المالية بيتسئيل سموتريتش بحق المملكة العربية السعودية، والتي أثارت موجة غضب واسعة في الأوساط العربية والإسرائيلية على حد سواء.
وكان سموتريتش قد صرّح قائلاً: "إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، أيها الأصدقاء، لا شكرًا. استمروا في ركوب الجمال في الصحراء السعودية"، وهو ما اعتُبر إهانة مباشرة للسعوديين.
وبعد وقت قصير من التصريح، سارع سموتريتش إلى الاعتذار عبر منصة "إكس"، قائلاً: "لم يكن تصريحي بشأن السعودية موفقًا بالتأكيد، وأنا آسف للإهانة التي سببتها". لكنه أضاف في الوقت ذاته: "أتوقع من السعوديين ألا يضرونا وألا ينكروا تراث وتقاليد وحقوق الشعب اليهودي في وطنه التاريخي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وأن يقيموا السلام الحقيقي معنا".
نتنياهو غاضب بشدة: "صرخات سُمعت في المستوطنات"
وفي حديث لموقع "واللا" العبري، نقل ليبرمان عن مصدر حضر الاجتماع في مكتب رئيس الوزراء أن "الصرخات التي أطلقها نتنياهو بعد تصريح سموتريتش سُمعت في قدوميم وجميع مستوطنات السامرة".
وأضاف: "بيبي (نتنياهو) صرخ بشدة، حتى أنهم فكروا في استدعاء طبيب خشية أن يُغمى عليه. لم تُسمع مثل هذه الصرخات منذ تأسيس مكتب رئيس الوزراء". وأكد أن اعتذار سموتريتش لم يكن عفويًا، بل جاء نتيجة ضغوط كبيرة، في ظل مساعي نتنياهو لإبرام اتفاق تطبيع مع السعودية.
إشادة بترامب وانتقاد للحكومة
وفي سياق آخر، أشاد ليبرمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدوره في استعادة أسرى أحياء وبعض جثامين القتلى، معتبرًا أنه "يستحق إشادة كبيرة"، لكنه انتقد الحكومة الإسرائيلية بشدة، قائلاً إن "الولايات المتحدة انتزعت بالكامل من حكومة 7 أكتوبر القدرة على اتخاذ قرارات بشأن الهجمات في غزة".
وأوضح أن "أي عملية عسكرية في غزة تتطلب موافقة أمريكية، وكذلك أي تقليص في المساعدات الإنسانية. كل شيء يُدار من غرفة العمليات الأمريكية في كريات غات، حيث تحلق طائرات مسيّرة أمريكية فوق غزة على مدار الساعة. الجيش الإسرائيلي يخضع فعليًا لتلك الغرفة، وليس من قبيل الصدفة أن فانس زار الكرياه والتقى برئيس الأركان".