وجّهت إدارة الاستخبارات العامة في الشمال السوري، اليوم السبت، مناشدة رسمية إلى رئاسة الجمهورية العربية السورية والجهات الحكومية المختصة، دعت فيها إلى إنصاف كوادرها وتثبيتهم ضمن مؤسسات الدولة، بعد أشهر من الانتظار دون صدور قرار رسمي ينظم وضعهم الإداري والوظيفي.
كفاءات وطنية تنتظر الاعتراف
وجاء في بيان الإدارة، الموقع من قبل كادرها العامل منذ عام 2011، أن عناصرها "من أصحاب الكفاءات العلمية والميدانية الذين نذروا أنفسهم لخدمة البلاد، ووضعوا كامل خبراتهم تحت تصرف الدولة منذ مطلع عام 2025"، معتبرة أن هذه الخطوة "استجابةً لواجبنا الوطني ورغبة صادقة في الاندماج الكامل ضمن مؤسسات الدولة".
مسار طويل من المحاولات والوعود
وفي تصريح خاص من المتحدث الرسمي لإدارة الاستخبارات العامة في الشمال السوري"، محمد حجازي، لوكالة ستيب نيوز قال: “نحن مؤسسة ثورية تابعة للجيش الحر قبل سقوط النظام، ومع بداية معركة التحرير شارك معظم شباب الإدارة في العملية، سواء ميدانياً أو عبر تقديم المعلومات العسكرية والملفات الأمنية.”
وأضاف حجازي أن الإدارة سعت بعد سقوط النظام إلى الانضمام إلى مؤسسات الدولة الجديدة، إلا أن محاولاتها لم تثمر، موضحاً: “أجرينا أول لقاء مع الاستخبارات العسكرية، لكن جهاز الأمن العام في حلب تدخل ورفض ضمّنا، ووعدنا بدمجنا ضمن جهازه. لاحقاً، أجرت لجنة من الأمن العام بقيادة أبو جهاد كفر حلب مقابلات مع جميع العاملين، ثم طُلب منا مراجعة مكتب الانتساب في حلب، وبعدها وزارة الداخلية في دمشق، لكننا واجهنا مماطلة وتسويفاً، وتحول ملفنا بين عدة جهات دون نتيجة.”
تهميش الكوادر رغم الخبرات
وأشار حجازي إلى أن بعض القيادات تم قبولها في الاستخبارات العسكرية وجهاز مكافحة الإرهاب "بسبب علاقاتهم القوية مع الشيوخ"، بينما بقيت الغالبية من الكوادر دون أي اعتراف رسمي، رغم ما يملكونه من "خبرات تقنية وتحقيقية وملفات حساسة نضعها في خدمة الدولة"، على حد تعبيره.
وأكد: “نحن استخبارات عامة ولسنا شرطة، ويجب تحويل ملفنا إلى الاستخبارات العامة في دمشق. نناشد الدولة السورية قبول أفراد الإدارة، فنحن أبناء الثورة الذين تشردوا 15 سنة.”
سجل حافل بالتضحيات والمهام الأمنية
من جانبها، شددت الإدارة في بيانها على أن عناصرها "عملوا على مدار ثلاث سنوات قبل التحرير لإسقاط نظام الإجرام البائد"، وقدموا "تضحيات جساماً في سبيل الوطن وأمن المواطن، من خلال رصد الخلايا وكشف التحركات التي تهدد سلامة المناطق المحررة"، ووصفت جهودهم بأنها "سند حقيقي للأمن الوطني ومصدر للمعلومة الدقيقة التي أسهمت في حفظ الاستقرار وردع المخاطر عن البلاد".
المشاركة في عملية “ردع العدوان”
كما استعرض البيان مشاركة عناصر الإدارة في عملية "ردع العدوان"، التي وصفها بأنها "واحدة من أبرز محطات النضال لتحرير الأراضي السورية"، مشيراً إلى أن معظم أفراد الكادر شاركوا فيها "بالعتاد والسلاح"، إلى جانب استمرارهم في أداء المهام الأمنية والاستخبارية الميدانية.
دعوة للإنصاف والدمج الرسمي
وأكدت الإدارة أنها "ترفع صوتها اليوم مطالبة القيادة والجهات المختصة بإنصاف جهودها وتثبيت كوادرها رسمياً"، داعية إلى "النظر بجدية في ملفاتهم بما يتناسب مع حجم التضحيات التي قدموها، وإعادة دمجهم ضمن منظومة الدولة الأمنية والإدارية".
وجاء في ختام البيان: "نضع أنفسنا تحت سلطة الدولة، ونرى في مؤسساتها مكاناً يليق بعطائنا وتضحياتنا، ونأمل أن تلقى مناشدتنا الاهتمام الذي تستحقه، تعبيراً عن روح الانتماء والوفاء للوطن."
