أثارت طائرة تحمل علم النظام السوري البائد، ظهرت في سماء العاصمة السورية دمشق، حالة من الرعب والهلع بين الأهالي، بعد أن شكك الناس بطبيعة هذا الطيران في الاجواء، قبل أن يتبيّن لاحقًا أن الطائرة كانت جزءًا من تصوير عمل درامي جديد.
وبحسب مصادر محلية، فقد شوهدت الطائرة وهي تحلق على علوّ منخفض فوق عدد من أحياء العاصمة، ما دفع السكان إلى الخروج إلى الشرفات، وسط تساؤلات وقلق عمّا يجري في الأجواء.
وسرعان ما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر الطائرة وهي تحمل ذات العلم الذي كان يُرفع على طائرات النظام خلال سنوات الحرب، ما زاد من حالة الارتباك والخوف بين الأهالي. وكتب أحد الناشطين: "المنظر أعاد لنا كوابيس البراميل المتفجرة، لم نصدق أن الطيران عاد إلى سمائنا بعد كل ما عشناه".
في المقابل، أوضحت مصادر في القطاع الفني أن الطائرة كانت جزءًا من مشاهد يجري تصويرها لصالح مسلسل درامي تدور أحداثه في مرحلة ما قبل سقوط النظام السابق، مشيرة إلى أن الشركة المنتجة كانت قد حصلت على التراخيص اللازمة لتصوير المشاهد الجوية.
ويأتي هذا الحادث بعد أيام فقط من حالة مشابهة، حين سُمعت أصوات انفجارات متتالية في دمشق، ليتضح لاحقًا أنها ناجمة عن تصوير مشاهد قتالية في عمل درامي آخر.
وأثار تكرار هذه الحوادث دعوات بين الأهالي لمراعاة مشاعر الناس أثناء تنفيذ مشاهد تحاكي سنوات الحرب، حيث ما زال كثيرون يعانون من آثار نفسية عميقة بسبب ما شهدوه من قصفٍ وغاراتٍ خلال أربعة عشر عامًا من الصراع.
ويؤكد ناشطون أن إعادة إنتاج رموز وأصوات الحرب في شوارع دمشق دون تنبيه مسبق "يشكل صدمة حقيقية للناس"، داعين الجهات المعنية إلى إلزام شركات الإنتاج بإعلام السكان مسبقًا عن أي تصوير يتضمن عناصر عسكرية أو مشاهد انفجارات.