استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع وزير الخارجية الألماني في دمشق مع وفد رفيع المستوى، وبحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الله شباني، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، اليوم الخميس.
تشكيل مجلس أعمال مشترك بين سوريا وألمانيا
وذكرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان رسمي أن اللقاء تناول “سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث تم التأكيد على أهمية تأسيس مجلس أعمال سوري – ألماني لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين”.
وأشار البيان إلى أن الجانب الألماني أكد دعمه لوحدة وسيادة سوريا، وأبدى استعداده “للمساهمة في جهود إعادة الإعمار ودعم المشاريع الصغيرة والتنمية المحلية”. كما بحث الطرفان مجالات التعاون الممكنة في قطاعات التعليم، والعدالة الانتقالية، والمساعدات الإنسانية، والاستثمارات والبنية التحتية.
وأضافت الوزارة أن المباحثات شملت أيضًا “القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون الأمني، إلى جانب مناقشة أوضاع الجالية السورية في ألمانيا وسبل تسهيل الخدمات القنصلية المقدمة لهم هناك”.
وتأتي الزيارة في إطار المساعي المتبادلة لتعزيز الحوار السوري – الألماني، وفتح صفحة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي بعد سنوات من الانقطاع في العلاقات الرسمية.
واختتم البيان بالتأكيد على أن زيارة الوزير فايدفول “تشكل خطوة مهمة في مسار بناء الجسور وتعزيز الحوار والتعاون بين سوريا وألمانيا”، معتبرًا أنها مرحلة جديدة في مسار الانفتاح الدبلوماسي بين البلدين.
اقرأ أيضاً|| ألمانيا تعمل مع دمشق على خطة لإعادة فئة من اللاجئين
وزير الخارجية الألماني في دمشق يتعهد بدعم مشروط
وقال فايديفول، في بيان وفق وزارة الخارجية الألمانية: إن الشعب السوري بعد سقوط "الأسد المستبد"، دخل في مرحلة جديدة، ونريد الآن مساعدته على تولي زمام مستقبل بلاده.
وبيّن أن ألمانيا ستقدم مزيداً من الدعم للحكومة السورية في جهود إعادة الإعمار، لكنه اشترط أن تضمن دمشق للسكان الكرامة والأمن، معتبرا ذلك أساسيا لتنشأ سوريا حرة وآمنة ومستقرة.
وطالب فايديفول الذي زار الأردن قبل توجهه إلى دمشق، الحكومة السورية بإشراك جميع المواطنين بغض النظر عن الجنس، أو الانتماء الديني، أو العرقي، أو الاجتماعي.
وأكد أن برلين تساهم في بناء أساس جديد للبلاد من خلال المساعدات الإنسانية، ودعم إزالة الألغام والذخائر، وكذلك عبر الاستثمارات الاقتصادية.
وأشار إلى أن سوريا تقع في جوار مباشر للاتحاد الأوروبي، معتبرا أن ما يحدث فيها له أيضاً تأثيرات مباشرة وغير مباشرة عليهم في ألمانيا.
ولفت الوزير الألماني إلى أنه سيتطرق أيضاً إلى قضية اللاجئين السوريين الذين فروا إلى ألمانيا خلال سنوات الثورة.
وتعول الحكومة الألمانية على عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، للمساهمة في إعادة الإعمار، لكن الظروف غير المستقرة دفعت قلة فقط إلى العودة.
وبحسب بيانات السجل المركزي الألماني للأجانب، عاش في ألمانيا حتى نهاية أغسطس/آب الماضي نحو 951 ألفا و400 سوري، في حين بلغ عددهم حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024 نحو 974 ألفا و395 شخصا.
