جددت إيران تصريحاتها العدائية تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة عبر تصريحات لقادة "الحرس الثوري"، الذين أصرّوا على وصف الجزر الإماراتية الثلاث (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) بأنها "إيرانية"، متجاهلين الحق التاريخي والسيادي الثابت للإمارات في هذه الجزر.
وخلال زيارة ميدانية إلى وحدات العمليات الخاصة التابعة للحرس الثوري في الخليج، قال قائد القوات البحرية في الحرس، علي رضا تنغسيري، إن على "الأعداء" أن "يتخلوا عن أطماعهم في الجزر الإيرانية"، زاعماً أن تلك الجزر تمثل "حصونا منيعة للدفاع عن البلاد"، وأضاف أن قواته "ستردّ بحسم على أي خطأ من قبل العدو في ذات المكان".
وفي تصريح سابق، كرر القائد العام لقوات الحرس الثوري محمد باكبور الخطاب ذاته، محذراً مما سماه "أي خطأ في الحسابات من قبل العدو في الخليج ومضيق هرمز أو الجزر الإيرانية الثلاث"، متوعداً برد "ساحق".
كما أعلن المسؤولون الإيرانيون مؤخراً عن تخصيص يوم 30 نوفمبر من كل عام ليكون "يوماً وطنياً للجزر الإيرانية الثلاث"، في قرار صدر عن "مجلس الثورة الثقافية العليا"، اعتبرته الإمارات والدول الخليجية محاولة جديدة لفرض أمر واقع على جزر إماراتية تحتلها إيران منذ عام 1971.
ووفق القرار الإيراني، يأتي هذا اليوم المزعوم "تخليداً لذكرى استعادة السيادة الإيرانية على الجزر من الاحتلال البريطاني"، في تجاهل واضح للحقائق التاريخية والقانونية التي تؤكد ملكية الإمارات لهذه الجزر منذ القدم، وللمطالبات المتكررة من قبل أبوظبي بحل النزاع عبر الحوار أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وتؤكد الإمارات، في كل مناسبة، أن الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من سيادتها الوطنية، مطالبة إيران بإنهاء احتلالها غير المشروع فوراً، والامتثال للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، كما شددت على أن استمرار طهران في فرض سياسة الأمر الواقع ورفض الحلول السلمية يضرّ بأمن واستقرار الخليج والمنطقة بأكملها.
وفي بيانات متكررة، تدعو دولة الإمارات إلى إيجاد تسوية سلمية عادلة عبر المفاوضات المباشرة أو التحكيم الدولي، مؤكدة أن سياسة القوة وفرض السيطرة لا يمكن أن تغير من الحقائق التاريخية أو تنزع شرعية سيادتها على الجزر الثلاث التي كانت على الدوام جزءاً من التراب الإماراتي.
ويأتي هذا التصعيد الإيراني الجديد في وقت تحاول فيه دول الخليج تعزيز مناخ الاستقرار والتعاون الإقليمي، في حين تصر طهران على تسييس قضية الجزر الإماراتية وتوظيفها داخلياً، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في الخليج العربي.
