دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى زيارة رسمية لألمانيا لإجراء محادثات تتعلق بملف ترحيل السوريين مرتكبي الجرائم من الأراضي الألمانية إلى وطنهم، في خطوة تمثل تحولا واضحا في الموقف الألماني تجاه ملف اللجوء السوري بعد أكثر من عقد من الحرب.
وخلال زيارته إلى مدينة هوزوم بولاية شلزفيج-هولشتاين شمالي البلاد، قال ميرتس الاثنين: "لقد انتهت الحرب في سوريا، ولم يعد هناك أي مبرر لطلب اللجوء في ألمانيا، ولذلك يمكننا البدء بعمليات الترحيل".
وأضاف المستشار الألماني، الذي يرأس الحزب المسيحي الديمقراطي، أن بلاده ستشارك في جهود إعادة الاستقرار إلى سوريا، معربًا عن أمله في أن يعود جزء كبير من اللاجئين السوريين طوعًا للإسهام في عملية إعادة الإعمار.
وقال: "بدون هؤلاء الناس لا يمكن تحقيق إعادة الإعمار. أما الذين سيرفضون العودة من ألمانيا، فيمكننا بطبيعة الحال ترحيلهم في المستقبل القريب".
خلاف داخل الحكومة الألمانية حول توقيت عودة اللاجئين
تصريحات ميرتس جاءت ردًا على ملاحظات أدلى بها وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الذي كان قد زار العاصمة السورية دمشق وعددًا من ضواحيها، حيث أبدى شكوكه بشأن إمكانية عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين طوعًا في المدى القريب.
وقال فاديفول خلال جولة له في منطقة حرستا المدمَّرة بشدة: "هنا بالكاد يستطيع الناس أن يعيشوا بكرامة بحق".
ورأى الوزير أن حجم الدمار الهائل في المدن السورية لا يزال يشكل عقبة أمام عودة آمنة وكريمة للاجئين، رغم التحسن النسبي في الوضع الأمني بعد انتهاء الحرب وسقوط النظام السابق.
الملف السوري يعود إلى واجهة السياسة الألمانية
وبحسب بيانات وزارة الداخلية الألمانية، كان يقيم في ألمانيا حتى شهر أغسطس/آب الماضي نحو 951 ألف و406 سوريين، بينهم 920 شخصًا ملزمون بمغادرة البلاد ولا يملكون تصريح إقامة مؤقتًا.
وتشهد السياسة الألمانية في الأشهر الأخيرة تحولًا تدريجيًا تجاه الملف السوري، خاصة بعد تغير المعادلة السياسية في دمشق عقب الإطاحة ببشار الأسد، وتشكيل الحكومة الانتقالية السورية برئاسة أحمد الشرع.
زيارة مرتقبة إلى واشنطن قبل برلين
ومن المقرر أن يقوم الرئيس السوري أحمد الشرع الأسبوع المقبل بزيارة إلى العاصمة الأميركية واشنطن، قبل التوجه لاحقًا إلى برلين لإجراء محادثات مع المستشار ميرتس ومسؤولين ألمان حول آليات إعادة العلاقات الثنائية والتعاون في ملف اللاجئين وإعادة الإعمار.
