بعد مرور أكثر من ست سنوات على سقوط نظام عمر البشير، لا يزال السودان يواجه تحدياً معقداً في إعادة تعريف موقعه الخارجي وصياغة علاقاته السياسية والدبلوماسية مع جواره الإقليمي والعالم.
محللون ومراقبون قالوا إن جماعة الإخوان تقف "حجر عثرة" أمام رسم ملامح علاقة متوازنة للسودان بدول الجوار، مستندة إلى شبكة تحالفات تخدم مصالحها دون النظر إلى الصالح العام السوداني، ما تسبب في إبطاء خطوات الخرطوم نحو الانفتاح على شركائها العرب والأفارقة، وفي إثارة شكوك بعض العواصم الإقليمية حول استقرار توجهات السودان الخارجية.
وفي ظل الصراع الداخلي الدائر منذ منتصف عام 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبحت علاقات السودان مع دول الجوار أكثر هشاشة، فبحسب المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، فرغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب، فإن مجموعات سياسية وإعلامية تقودها عناصر المؤتمر الوطني – الجناح السياسي لتنظيم الإخوان – تسعى للترويج علناً لاستمرار الحرب ورفض أي جهود دولية أو إقليمية لاستئناف عملية التفاوض.
كما ظلت ميليشيات الإخوان تدفع نحو تعميق الحرب، منها كتيبة البراء التي ظهرت بشكل واضح في خلال الأزمة، مثلها مثل كتائب الإسلاميين الجهادية.
تاريخيا، عمل التنظيم على نسج خيوطه حول الدولة السودانية بجميع مؤسساتها بعد أن نجح في إنشاء ميثاق للعمل الإسلامي ثم الحركة الإسلامية، واستقطاب العديد من الإسلاميين تحت لافتة الحركة الإسلامية، فنجحوا في خلق قوة كبيرة وصلت إلى السلطة بقوة السلاح، بحسب دراسة لمركز "تريندز للبحوث".