قدّمت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، دعوى رسمية ضد رجل تحرّش بها علنًا في العاصمة مكسيكو سيتي، مؤكدة أن ما حدث معها “يحدث يوميًا لنساء كثيرات”، ومتعهدة بمحاسبة الفاعل وتشديد القوانين المتعلقة بالتحرّش الجنسي في البلاد.
وخلال مؤتمر صحفي الأربعاء، أوضحت شينباوم أن قرارها بالتقدّم بالدعوى لم يكن بدافع شخصي فقط، بل تضامنًا مع النساء اللواتي يواجهن مثل هذه الاعتداءات يوميًا، وقالت:
“إذا لم أتقدّم بدعوى، فماذا سيحدث للنساء الأخريات؟ إذا كان هذا ما يحدث لرئيسة البلاد، فكيف يكون حال بقية النساء؟”.
تفاصيل الحادثة الموثّقة بالفيديو
وقع الحادث الثلاثاء أثناء مرور شينباوم وسط مؤيديها في أحد شوارع العاصمة، حيث أقدم رجل يُدعى أورييل ريفيرا على لمسها بطريقة غير لائقة ومحاولة تقبيلها أمام الحشود. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة أن الرجل كان في حالة سكر واضحة، قبل أن يتدخل أحد عناصر الأمن لإبعاده، ليُعتقل لاحقًا ويُسلَّم إلى النيابة العامة المختصّة بالجرائم الجنسية.
اكثر مقطع متداول اليوم من المكسيك لشخص قام بالتحرش بالرئيسة الحالية للمكسيك "كلوديا شينباوم" أثناء سيرها في وسط مكسيكو سيتي ومقابلة الشعب!!! pic.twitter.com/NkxdjKGJS5
— le prince cherchali tipazi (@Prince4295) November 5, 2025
وأكدت النيابة أن التحرّش يُعد جريمة يعاقب عليها القانون المكسيكي، وأن التحقيقات مستمرة لمحاسبة المتورّط وفق الإجراءات القضائية.
تصرف متزن رغم الواقعة
أظهرت الرئيسة رباطة جأش لافتة رغم الموقف الصادم، إذ تعاملت مع الرجل بهدوء وابتسامة، ووافقت على التقاط صورة معه قبل أن تُكمل طريقها دون تصعيد. وقالت في تصريحات لاحقة إنها لم تدرك حقيقة ما حدث إلا بعد مشاهدة الفيديو، مشيرة إلى أن المعتدي كان “تحت تأثير الكحول وربما المخدّرات”.
إصلاحات قانونية مرتقبة
أعلنت شينباوم نيتها تعديل القوانين الخاصة بالتحرّش الجنسي وتوحيدها في جميع الولايات المكسيكية، مؤكدة أن “التحرّش يجب أن يُعتبر جريمة في كل أنحاء البلاد”. كما كشفت عن تجارب شخصية سابقة تعرّضت فيها لاعتداءات مشابهة خلال فترة شبابها.
وأكدت الرئيسة أن الحكومة ستطلق حملة وطنية لتوحيد التشريعات وزيادة الوعي المجتمعي، مشددة على أن “حماية النساء من العنف والتحرّش مسؤولية الدولة بأكملها”.
تضامن رسمي وإدانة واسعة
أدانت وزيرة شؤون المرأة، سيتلالي هيرنانديز، الاعتداء الذي طال الرئيسة، ووصفت الواقعة بأنها “انعكاس لثقافة ذكورية متجذّرة في المجتمع المكسيكي يجب إنهاؤها فورًا”. وكتبت عبر منصة إكس:
“ندين الفعل الذي طال رئيستنا اليوم، ونرفض كل محاولات التبرير أو التطبيع مع التعدي على النساء.”
ظاهرة متفشية في المجتمع المكسيكي
أعادت الواقعة الجدل حول انتشار التحرّش الجنسي في المكسيك، حيث تشير بيانات الأمم المتحدة للمرأة إلى أن 70% من النساء المكسيكيات فوق سن الخامسة عشرة تعرّضن لشكل من أشكال التحرّش خلال حياتهن، ما يعكس حجم الظاهرة التي تسعى الحكومة الجديدة إلى مواجهتها من خلال إصلاحات تشريعية ومحاسبة صارمة للفاعلين.