دخل بركان كيلاويا في جزيرة هاواي مرحلة جديدة من النشاط البركاني، وسط مؤشرات قوية على ثوران وشيك قد يكون الأضخم منذ سنوات، وفق ما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) التي رفعت مستوى التحذير إلى الدرجة القصوى.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو من محيط البركان تدفّق كميات كبيرة من الحمم المنصهرة من فوهته الرئيسية، تتحرك ببطء نحو مجرى النهر المحيط، فيما رصدت الكاميرات توهجًا بركانيًا متزايدًا وتناثرًا كثيفًا للحمم، وهي مؤشرات عادةً ما تسبق الانفجار البركاني.
ووفقًا للهيئة الأميركية، فإن هذا النشاط يُشير إلى اقتراب بدء المرحلة السادسة والثلاثين من ثوران كيلاويا، أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم.
تحذيرات من “الضباب البركاني”
حذّرت السلطات في هاواي السكان من خطر الغازات المنبعثة من البركان، وخاصة ثاني أكسيد الكبريت، الذي يمكن أن يتفاعل مع الرطوبة في الهواء لتشكيل ما يُعرف بـ “الضباب البركاني” (Vog)، وهو مزيج سام قد يسبب مشكلات تنفّسية حادة، خصوصًا لكبار السن والأطفال والمصابين بأمراض الرئة.
وطالبت هيئة الطوارئ السكان بالتزام منازلهم وإغلاق النوافذ عند اشتداد الرياح واتساع انتشار الغازات في الجو.
تدفّق متواصل وتحركات تحت الأرض
وأشارت هيئة المسح الجيولوجي إلى أن فيضانات الحمم البركانية بدأت بالتدفّق من الفتحة الجنوبية في وقت سابق من الأسبوع، قبل أن تتوقف مؤقتًا صباح الخميس، غير أن استمرار التدفق من الفتحتين الشمالية والجنوبية يدل على أن البركان يستعدّ لثوران جديد قد يكون “وشيكًا جدًا”.
ذكريات ثوران أكتوبر الماضي
وكانت المرحلة الخامسة والثلاثون من ثوران كيلاويا قد وقعت في 17 أكتوبر الماضي، واستمرت ساعات عدة، حيث وصلت نوافير الحمم إلى ارتفاع 1500 قدم في الفتحة الجنوبية و1100 قدم في الشمالية، وأنتجت نحو 13 مليون ياردة مكعبة من الحمم البركانية بمعدل تدفق بلغ 500 ياردة مكعبة في الثانية.
يُعدّ بركان كيلاويا أحد أكثر البراكين نشاطًا على وجه الأرض، إذ يثور بشكل متكرر منذ 23 ديسمبر 2024، ما يجعله محور مراقبة دائمة من العلماء والهيئات البيئية في الولايات المتحدة.
ويقول الخبراء إن كيلاويا لا يُظهر أي مؤشرات على الهدوء في المدى القريب، مؤكدين أن هاواي تعيش حاليًا حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تطورات مفاجئة قد تهدد حياة السكان أو البنية التحتية في الجزيرة.