تتزايد التكهنات بشأن احتمال توجيه ضربات أمريكية إلى فنزويلا، خاصة مع وصول حاملة الطائرات "جيرالد آر. فورد" إلى مياه أمريكا اللاتينية. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ألمح إلى استهداف مهربي المخدرات، إلا أنه لم يوضح ما إذا كانت الضربات ستقتصر على مواقع تهريب الكوكايين أو ستشمل حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
أهداف محتملة لضربات أمريكية في فنزويلا
في حال قررت إدارة ترامب شن ضربات داخل فنزويلا، فإن هناك مجموعة واسعة من المواقع المحتملة التي قد تستهدفها القوات الأمريكية. ويمكن أن تشمل هذه الأهداف القواعد العسكرية الفنزويلية، ومعامل تكرير الكوكايين، ومدارج الطائرات غير الشرعية، بالإضافة إلى معسكرات المقاتلين. كما أن الإدارة الأمريكية قد حددت منشآت عسكرية في فنزويلا تُستخدم لتهريب المخدرات كأهداف محتملة.
استهداف شبكات المخدرات
أشار ترامب إلى احتمال استهداف مهربي المخدرات في فنزويلا، متهمًا مادورو وقياداته الأمنية بإدارة منظمة تهريب المخدرات المعروفة باسم "كارتل دي لوس سوليس". وقد صنفت الإدارة الأمريكية هذه المنظمة كـ"منظمة إرهابية"، مما قد يوفر ذريعة قانونية لاستهداف حكومة مادورو بشكل مباشر. من بين الأهداف المحتملة، المطارات والموانئ المستخدمة كنقاط شحن للمخدرات، ومواقع التهريب بالقرب من الحدود الكولومبية.
استهداف البنية التحتية العسكرية
قد تبدأ الولايات المتحدة بضربات دقيقة تستهدف مواقع إنتاج المخدرات والمنشآت العسكرية، وقد تتجه نحو استهداف القيادات إذا لم تحقق النتائج المرجوة. كما يرى بعض الخبراء أن تدمير الدفاعات الجوية الفنزويلية سيكون ضروريًا لحماية الطائرات الأمريكية.
القدرات العسكرية الفنزويلية والرد المحتمل
يعتقد الأدميرال الأمريكي المتقاعد جيم ستافريديس أن الجيش الفنزويلي "تآكل" في السنوات الأخيرة ولكنه ما زال يمتلك ما يكفي من السلاح والقدرات لردع أي غزو بري واسع النطاق. تمتلك فنزويلا قدرات دفاع جوي روسية الصنع لا يُستهان بها، مثل منظومة الدفاع الجوي S-300VM، على الرغم من الاعتقاد بأنها تعمل جزئيًا فقط. يقدر عدد القوات المسلحة الفنزويلية بنحو 109 آلاف جندي، إلا أن بعض الضباط السابقين يشيرون إلى أن العدد الفعلي أقل من ذلك بكثير.
سيناريوهات التدخل الأمريكي
يتوقع بعض الخبراء أن يبدأ التدخل الأمريكي بهجمات صاروخية بعيدة المدى لتدمير الدفاعات الفنزويلية ومقدراتها العسكرية، مع استهداف مواقع الإمداد ومستودعات الذخيرة والرادارات ومراكز الاتصالات ومنصات الطائرات المسيرة. يعتقد الخبراء أن القوات الأمريكية ستتفوق في المرحلة الثانية باستخدام الطوربيدات والذخائر الموجهة والصواريخ المضادة للطائرات.
ردود الفعل المحلية والإقليمية
تلقى التعزيزات العسكرية الأمريكية انتقادات شديدة من عدة دول في أمريكا الجنوبية، بما في ذلك كوبا، التي وصفتها بأنها "استعراض عدواني للقوة". اتهمت كوبا الولايات المتحدة باختلاق ذرائع غير صحيحة لربط الحكومة الفنزويلية الشرعية بمنظمات إجرامية متورطة في تهريب المخدرات. كما تقدمت فنزويلا بطلب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي تدين فيه الضربات الأمريكية التي استهدفت قوارب قبالة سواحلها، مطالبة باعتبار هذه العمليات "غير قانونية".
تأثير الضربات المحتملة
يستبعد معظم المراقبين أن تؤدي ضربات أمريكية ضد مواقع تهريب المخدرات داخل فنزويلا إلى انشقاق الجيش أو انقلاب ضد مادورو. ويشير مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إلى أن أي ضربات داخل فنزويلا لن تغير كثيرًا في واقع تجارة المخدرات، حيث أن معظم الكوكايين ينتج في كولومبيا ويهرّب إلى أوروبا أو جزر الكاريبي.
الموقف الأمريكي الرسمي
أبلغ مسؤولون أمريكيون الكونغرس بأن الولايات المتحدة لا تخطط حاليًا لشن ضربات داخل فنزويلا وليس لديها مبرر قانوني يدعم الهجمات. نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذه قرارًا بضرب أهداف عسكرية داخل فنزويلا. ومع ذلك، فقد أعلن ترامب أن "أيام مادورو معدودة".
