تعيش السويد على وقع واحدة من أكبر فضائح الاختراق الإخواني في أوروبا، بعدما كشف تحقيق موسع لصحيفة إكسبرسن عن شبكة مالية وتعليمية موازية عملت على نهب المال العام عبر مؤسسات دينية وتعليمية استغلت نظام الرفاه السويدي لعقد كامل.
اختراق منظم وبناء شبكات موازية
أظهر التحقيق أن التنظيم اعتمد أساليب التغلغل الهادئ داخل المؤسسات التعليمية والاجتماعية، مستفيدًا من الحريات والديمقراطية لبناء هياكل موازية تعمل على تحويل الأموال العامة إلى مشاريع أيديولوجية خارج الحدود.
فالشبكة التي يقودها أئمة وشخصيات مرتبطة بتنظيم الإخوان، نجحت في تحويل أكثر من مليار كرونة سويدية (نحو 100 مليون دولار) عبر تضخيم الحسابات، وتزوير الفواتير، وتحويل المنح المدرسية إلى شركات وهمية وواجهات خارجية.

مدارس وروضات تتحول إلى بوابات للنهب
بدأت خيوط القضية بإغلاق مدارس وروضات في مدن عدة بينها غوتنبرغ وجيفليه وأوميو. ورغم تقديمها للرأي العام كحالات فردية، كشف التحقيق أنها تمثل جزءًا من شبكتين متداخلتين تقودهما شخصيات تابعة للإخوان، عملت على اختلاس ملايين الكرونات تحت غطاء العمل التعليمي والديني.

وأكدت هيئة الجرائم الاقتصادية السويدية أن الفضيحة تمثل خسارة مزدوجة: نهب المال العام وحرمان آلاف الأطفال من التعليم.
أسماء بارزة في شبكة الاختلاس
عبدالرزاق وابيري
النائب السابق عن حزب المعتدلين ومدير شبكة مدارس "روموس".
تلقت مدارسه 462 مليون كرونة، بينما أثبتت التحقيقات تحويل 12 مليون كرونة عبر فواتير مزيفة إلى جهات في الصومال وجنوب شرق آسيا ونيروبي.
يقضي حاليًا حكمًا بالسجن لأربع سنوات ونصف.

عبد الناصر النادي
إمام سابق أدار مدارس عدة، وارتبط بتوظيف عائدين من "داعش".
حوّل 4.2 مليون كرونة إلى مالطا قبل فراره إلى دولة عربية.
تلاحقه ضرائب تفوق 5 ملايين كرونة.

أبو رعد
إمام جيفليه، اعتبرته الحكومة تهديدًا للأمن القومي عام 2019.
غادر السويد قبل ترحيله ورُصد في تركيا لاحقًا.
مرتبط بمدرسة أُغلقت بسبب التطرف والاحتيال المالي.

حسين الجبوري
إمام أوميو وأمين صندوق لروضات "بلال".
أدين بتحويل مبالغ كبيرة إلى جهات غير مبررة، ويقضي حكمًا بالسجن لعامين.

محمد القطراني
المحاسب الأبرز في الشبكة وصهر أبو رعد.
أدين بتضخيم حسابات المدارس، وواصل إدارة عشرات الشركات رغم منعه قانونيًا.
اختفى خارج السويد بعد تراكم ديونه الضريبية.

واجهات رياضية ودينية لتحويل الأموال
كشف التحقيق عن استخدام مؤسسات مثل روضة "لير أُوخ لِك" كواجهة لتحويل أكثر من 30 مليون كرونة إلى جمعية رياضية ثم إلى "اتحاد المسلمين السويدي" المصنف ككيان متطرف.

السويد تتحرك ضد الاختراق الإخواني
في ظل تفاقم الفضيحة، أعلنت الحكومة السويدية خطوات صارمة، بينها:
تشكيل لجنة لدراسة تغلغل الإسلام السياسي.
خطة لحظر التمويل الأجنبي للجمعيات الدينية المرتبطة بالتطرف.
تحذيرات رسمية من "بُنى موازية" تهدد النظام الديمقراطي.
ورغم الإجراءات المتصاعدة، يؤكد التحقيق أن المواجهة لا تزال في بدايتها، خصوصًا مع فرار عدد من المتورطين واستمرار بعض الشبكات في إعادة تنظيم نفسها.