وجّه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم السبت، تحذيرات من الخطر المباشر الذي تمثله ما وصفه البنية الحالية لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" على الأمن القومي وفق الرؤية التركية، مشيراً إلى أنها تُعتبر بالنسبة لأنقرة عاملاً يهدد وحدة الجغرافيا السورية واستقرارها الداخلي.
تصريحات فيدان
وخلال إحاطة قدّمها أمام أعضاء البرلمان، قال: "التحركات الإسرائيلية المتصاعدة في جنوب سوريا تحمل اتجاهاً توسعياً يفاقم عدم الاستقرار".
وأشار إلى أن هذه الأنشطة "تُنتج واقعاً جديداً يزيد من هشاشة التوازنات الإقليمية ويعقّد الملف السوري".
وأكد الوزير التركي أن بلاده تواصل اتصالاتها السياسية والأمنية مع دمشق عبر مستويات مختلفة، مبيّناً أن الموقف التركي "ثابت تجاه دعم وحدة الأراضي السورية ورفض أي ترتيبات تكرّس الانقسام أو تهدد أمن دول الجوار".
وأضاف: "تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في سوريا يشكّل مدخلاً أساسياً لبدء مرحلة التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، غير أن تشابك الصراعات وتعدد التحديات الأمنية يعيق الحكومة السورية عن التفرغ لهذه الملفات".
هذا وشدّد على ضرورة "معالجة التهديدات شرق الفرات"، مؤكداً أن المسار الدبلوماسي سيستمر بالتوازي مع العمل الأمني دعماً لجهود ترسيخ الاستقرار.
وقبل أيام، قال فيدان في مقابلة مع قناة (A Haber)، بأن الحوار مع الولايات المتحدة حول الوضع السوري تطرق إلى مقترح دمج "قسد" ضمن منظومة القوات الحكومية السورية، معتبراً أن هذا الخيار قد يشكّل إحدى الأدوات لمعالجة التعقيدات شرق الفرات.
ولفت إلى أن المحادثات بين دمشق و"قسد" شهدت جموداً خلال المرحلة الماضية نتيجة التطورات الإسرائيلية جنوب سوريا وتبدلات إقليمية أخرى، لكنه وصف هذا الحوار بأنه "محوري لإيجاد حلول عملية تعزز الاستقرار وتخفّف من التوترات".
