فعّلت دمشق بعثتها لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي بعد نحو عام من التجميد، معلنة تعيين الطبيب محمد كتوب – أحد الناجين من هجمات الغوطة – مندوباً دائماً لسوريا لدى المنظمة، وفق ما نقلته صحيفة «الشرق الأوسط».
تحذيرات رسمية من وجود أكثر من 100 موقع مشتبه بالتلوث الكيميائي
وفي تصريحاته الأولى بعد توليه المنصب، حذّر كتوب من وجود أكثر من مائة موقع يشتبه بوجود مخلّفات أسلحة كيميائية فيها داخل سوريا، مشيراً إلى أن الخطر المباشر يهدد حياة المدنيين في تلك المناطق، بحسب ما ذكرته «الإخبارية السورية». وأوضح أن آخر استخدام موثّق للسلاح الكيميائي وقع في 5 ديسمبر 2024 في قرية خطاب بريف حماة.
البعثة السورية لم تستعد كامل حقوقها بعد
وبحسب «الشرق الأوسط»، أكد كتوب أن البعثة السورية ما تزال محرومة من حق التصويت داخل المنظمة، رغم إعادة تفعيل عملها، مشيراً إلى وجود قرار يدعو مجلس الدول الأعضاء إلى مراجعة امتيازات سوريا تمهيداً لاستعادة حقوقها الكاملة.
ناجٍ من الغوطة يقود البعثة في لاهاي
عمل الطبيب محمد كتوب سابقاً في الغوطة الشرقية خلال سنوات الحصار، وكان معروفاً باسم “ماجد أبو علي”، واعتُبر أحد أهم الشهود على مجزرة الغوطة الكيميائية عام 2013. وذكرت «الإخبارية السورية» أنه ظهر من داخل مكتب البعثة السورية في لاهاي وقد استبدل صورة بشار الأسد بصفحة تتضمن أسماء ضحايا المجزرة، قائلاً إن “الجدار لا يكفي لتعليق أسماء جميع الضحايا”.
شهادات ناجين ما زالوا يعانون من آثار السلاح الكيميائي
وفي حديث آخر لصحيفة «الشرق الأوسط»، يروي الناجي ماجد حيبا – من معضمية الشام وداريا – تفاصيل نجاته من ضربة أغسطس 2013، مشيراً إلى أنه ما يزال يعاني مع أسرته من أمراض في الجهاز التنفسي والأعصاب. وقال إنه اضطر للهرب إلى درعا ثم إلى مخيم الزعتري في الأردن للقاء فريق طبي فرنسي قدّم له العلاج وأخذ عينات دم وشعر بهدف توثيق الهجوم.
ويؤكد حيبا للصحيفة أن الهجمات الكيميائية لم تتوقف بعد مجزرة الغوطة، مشيراً إلى أن مواقع تطوير السلاح الكيماوي في سوريا تعرضت لاحقاً لغارات إسرائيلية، مثل مراكز البحوث في برزة وجمرايا، ومواقع عسكرية قرب دمشق وفي مصياف بريف حماة.
كما نقلت «الشرق الأوسط» شهادة الناجي «أبو خالد» من مدينة خان شيخون، الذي قال إنه كان على بعد عشرة كيلومترات من الهجوم الكيميائي عام 2017، وما يزال يعاني من اعتلال الأعصاب، موضحاً أن الضربة أدت إلى مقتل 91 شخصاً وإصابة أكثر من 520 آخرين، وفق توثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
التزام حكومي بالعدالة وإزالة المخلفات الكيميائية
وأكد كتوب في تصريحاته لـ**«الإخبارية السورية»** أن الحكومة السورية تسعى إلى تحقيق العدالة للضحايا والناجين، مشيراً إلى أن أول زيارة رسمية لبعثة سوريا بعد إعادة تفعيلها كانت لرئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للتحقيق في الجرائم.
وأوضح أن الجهات المختصة في الجيش ووزارات الدفاع والطوارئ والصحة والعدل تعمل على تأمين المواقع المشتبه بوجود مخلّفات كيماوية فيها، رغم تعرض بعضها للقصف، مؤكداً أن العمل مستمر ويتطلب تعاوناً دولياً وخبرات تقنية.