لبنان في مفترق طرق دبلوماسي
تصل نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، مورغان أورتاغوس، اليوم إلى بيروت في زيارة دبلوماسية مكثفة، تأتي بعد محطة لها في إسرائيل.
من المقرر أن تشارك أورتاغوس في اجتماع آليات مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في الناقورة، في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية المطالبة بإحراز تقدم في قضية نزع سلاح حزب الله جنوب لبنان.
هذه التحركات الدبلوماسية تأتي مدفوعة بالتهديدات الإسرائيلية المتكررة بعمل عسكري واسع النطاق في حال عدم التوصل إلى حل لهذه المسألة.
تتزامن زيارة المسؤولة الأمريكية مع اقتراب موعد جلسة لمجلس الوزراء اللبناني، والتي ستناقش التقرير الثالث للجيش اللبناني بشأن هذا الصدد. وقد اختتمت أورتاغوس زيارتها لإسرائيل بلقاء وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي أكد لها أن "حزب الله هو الطرف الذي ينتهك سيادة لبنان"،
مشددًا على أن نزع سلاح الحزب يعد أمرًا حاسمًا لمستقبل لبنان واستقرار أمن إسرائيل. وفي السياق ذاته، عرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس معلومات للمبعوثة الأمريكية حول تعاظم قوة حزب الله، معتبرين أن جهود الجيش اللبناني في حصر سلاح الحزب "غير كافية".
تفيد وسائل إعلام إسرائيلية بأن هذه المعلومات قُدمت كجزء من التحضير لاجتماع الناقورة، فيما تشير مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن تمارس ضغوطًا كبيرة لتهدئة أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل، بهدف تسهيل مسار المفاوضات المستقبلية.
ومن المتوقع أن تحمل أورتاغوس، إلى جانب الوفود الدولية الأخرى التي ستزور بيروت هذا الأسبوع، رسالة موحدة إلى المسؤولين اللبنانيين، مفادها ضرورة تفكيك البنية العسكرية لحزب الله في أسرع وقت ممكن لتجنب تصعيد إسرائيلي وشيك. وتلفت المصادر إلى أن الخيارات أمام الدولة اللبنانية أصبحت محدودة، وأن التطورات الميدانية قد تجاوزت حتى خيار التفاوض مع إسرائيل.