أكد رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل أن الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية يقفان أمام "لحظة تحمل مسؤولية تاريخية" في مواجهة ما وصفه بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية في غزة والضفة والقدس، وجاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر العهد للقدس الذي يشارك فيه علماء ومفكرون من مختلف الدول الإسلامية.
تحذير من خطر وجودي يمتد إلى المنطقة
وحذّر مشعل من خطر وجودي يهدد القدس والمقدسات، معتبراً أن تداعياته تتجاوز فلسطين لتطال استقلال المنطقة بأسرها، مشيراً إلى ما يجري في سوريا ولبنان واليمن وإيران من تطورات إقليمية متسارعة.
غزة… محاولات إعادة هندسة وفرض وصاية
وقال مشعل إن غزة تواجه محاولات لإعادة "هندستها جغرافياً"، ونزع سلاحها، وفرض مشاريع وصاية وتقسيم، وصولاً إلى محاولة إنكار وجود الشعب الفلسطيني فيها.
كما أشار إلى المخاطر التي تتهدد الضفة الغربية من تهجير وضم واستكمال تهويد المسجد الأقصى.
رفض الوصاية والتأكيد على صمود الفلسطينيين
وشدد على رفض أي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب على غزة والضفة، مؤكداً أن "الفلسطيني هو من يحكم نفسه"، وأن الشعب الفلسطيني لم ينكسر رغم عامين من الحرب، ولم ينجح الاحتلال في فرض إرادته عليه.
وقدم مشعل ما وصفه بخارطة طريق للمرحلة المقبلة، تضمنت عشرة محاور مترابطة، أبرزها: تحرير القدس باعتبارها المدخل الطبيعي لتحرير فلسطين، ووقف الحرب على غزة وكسر الحصار، ورفض التهجير، وحماية مشروع المقاومة وسلاحها باعتباره "شرف الأمة"، وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ احتكار القرار
وأكد أن "غزة أشهرت سيفها وأطلقت الطوفان من أجل القدس".
استراتيجية عربية–إسلامية
ودعا مشعل إلى تبني استراتيجية عربية وإسلامية شاملة للدفاع عن المنطقة، والعمل على عزل الاحتلال دولياً ومقاطعته اقتصادياً، وبناء تحالف عالمي ضاغط شبيه بالتحالف الذي أسقط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
كما دعا إلى توسيع دائرة الملاحقة القانونية لقادة "الاحتلال، ودعم المقاومة"، والمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في غزة.
وختم مشعل بالتأكيد أن معركة "طوفان الأقصى" انطلقت من أجل القدس، وأن الأمة أمام مسؤولية تاريخية تتطلب موقفاً موحداً لمواجهة حرب الإبادة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.