قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التعديلات التي أدخلتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استراتيجية الأمن القومي تتسق “إلى حد كبير” مع رؤية موسكو التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين، خصوصاً فيما يتعلق بملف تسوية الأزمة الأوكرانية.
وجاءت تصريحات بيسكوف متطابقة مع ما نشرته وسائل إعلام روسية حول موقف الكرملين من الوثيقة الجديدة.
وأوضح بيسكوف أن موسكو ترى في الاستراتيجية الأميركية المحدثة “صياغات تميل نحو الحوار والعلاقات الجيدة”، وهو ما يتوافق مع الخطاب الروسي الداعي إلى مفاوضات وتسوية سياسية. وأضاف أن قوة ترامب داخلياً سمحت له بإعادة صياغة الاستراتيجية بما يتماشى مع رؤيته.
استراتيجية أمريكية جديدة… “أميركا أولاً” بنسخة أكثر تشدداً
وكان البيت الأبيض قد نشر النسخة الجديدة من استراتيجية الأمن القومي، والتي تمثل تحولاً جذرياً عن نسخة عام 2022.
وبحسب تحليل نشرته مواقع إعلامية، فإن الوثيقة الجديدة ترتكز على مبدأ عدم التدخل و”أميركا أولاً”، وتنتقد الإدارات السابقة بسبب “إهدار القوة الأميركية” في الشرق الأوسط وحروب طويلة غير محسوبة.
وتعيد الاستراتيجية تعريف الأمن القومي عبر:
• وضع الهجرة في قلب التهديدات الأمنية
• ربط أمن الحدود بالجريمة المنظمة والمخدرات
• تعزيز التصنيع المحلي والطاقة
• تقليص الاعتماد على الخصوم في التكنولوجيا وسلاسل التوريد
الشرق الأوسط… أهمية أقل ولكن مصالح ثابتة
تعتبر الوثيقة أن الشرق الأوسط لم يعد “مصدر إزعاج دائم” كما كان، لكنه لا يزال يحتفظ بأهمية استراتيجية، خصوصاً في:
• أمن إسرائيل
• إمدادات الطاقة العالمية
• حرية الملاحة في هرمز وباب المندب والبحر الأحمر
كما أشادت الاستراتيجية باتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، واعتبرت أن إيران “خسرت الكثير من قوتها” بعد حرب الـ12 يوماً.
أميركا اللاتينية… عودة صريحة لمبدأ مونرو
تضع الاستراتيجية الجديدة نصف الكرة الغربي في مقدمة الأولويات، وتعيد إحياء مبدأ مونرو الذي يعتبر الأميركيتين مجال نفوذ حصري للولايات المتحدة.
وتحذر الوثيقة من توسع النفوذ الصيني والروسي في أميركا الجنوبية والكاريبي، وتربطه مباشرة بالأمن الداخلي الأميركي، ما يفسر تعزيز الوجود البحري الأميركي في المنطقة.
أوروبا… خطاب هجومي غير مسبوق
تتضمن الوثيقة لغة نقدية حادة تجاه أوروبا، واصفة القارة بأنها تعاني “شيخوخة ديموغرافية” و”أزمة هوية”.
وتدعو الأوروبيين إلى:
• تحمل مسؤولية الدفاع عن أنفسهم
• رفع الإنفاق العسكري
• إعادة تقييم دور الناتو
كما تلمّح إلى أن الالتزام الأميركي تجاه أوروبا لن يبقى “مظلّة مفتوحة بلا شروط”.