أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يعتزم التدخل لوقف الاشتباكات الحدودية المتصاعدة بين تايلاند وكمبوديا، مؤكداً أنه سيجري اتصالاً هاتفياً مع قادة البلدين لتهدئة التوتر.
وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير عن عمليات إجلاء واسعة شملت مئات الآلاف من المدنيين في المناطق الحدودية.
وخلال كلمة ألقاها مساء الثلاثاء في ولاية بنسلفانيا، قال ترامب: "غداً سيكون عليّ إجراء اتصال هاتفي"، في إشارة إلى أحداث العنف الأخيرة.
وأضاف أمام أنصاره في بلدة ماونت بوكونو أن قلة من القادة يمكنهم "إجراء مكالمة هاتفية وإيقاف حرب بين بلدين قويين جداً، تايلاند وكمبوديا"، مشيراً إلى أدواره السابقة في التوسط لاتفاقات وقف إطلاق النار في جنوب شرق آسيا.
وتجددت المواجهات بعد ستة أسابيع فقط من توقيع هدنة بين البلدين، حيث شهدت الحدود الممتدة لنحو 800 كيلومتر معارك عنيفة أجبرت عشرات الآلاف على الفرار نحو مناطق أكثر أمناً.
وفي كمبوديا، تعهّد رئيس مجلس الشيوخ هون سين بخوض "قتال شرس"، بعد يومين من العنف أدى إلى موجات نزوح واسعة.
وكان اشتباك وقع الأحد قد أطاح بوقف إطلاق النار الذي دفع الرئيس الأميركي باتجاهه في يوليو الماضي، وقد أسفرت المواجهات حينها عن مقتل عشرات المدنيين والعسكريين وإجلاء أكثر من 100 ألف شخص.
أكبر عملية نزوح منذ تجدد الاشتباكات
أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية الأربعاء إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق الحدودية مع تايلاند. وقالت المتحدثة باسم الوزارة مالي سوتشياتا: "تم إجلاء 20,105 عائلات، أي 101,229 شخصاً، إلى ملاجئ ومنازل أقارب في خمس مقاطعات."
وفي الجانب التايلاندي، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع سوراسانت كونغسيري في مؤتمر صحافي نقل أكثر من 400 ألف شخص إلى مراكز إيواء، بعد تقييمات أمنية وصفت الوضع بأنه "تهديد وشيك لسلامة المدنيين".
ويتبادل الطرفان الاتهامات بإشعال الاشتباكات الجديدة التي اندلعت مساء الأحد، رغم الاتفاق الأميركي السابق لوقف إطلاق النار. ويعود النزاع الحدودي بين البلدين إلى خلافات قديمة حول ترسيم أجزاء من الحدود تعود إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية.